للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

معاوية، وتخلف وخشي منهم: لحق بمكة ليمتنع بالحرم، وجمع موالياً له (١)، وجعل يظهر عيب يزيد بن معاوية ويشتمه، ويذكر شربه الخمر وغير ذلك، ويثبط الناس عنه. ويجتمع الناس إليه فيقوم فيهم بين الأيام (٢) فيذكر مساوئ بني أمية، فيطنب في ذلك.

فبلغ [ذلك] (٣) يزيد بن معاوية، فأقسم أن (٤) لا يؤتى به إلا مغلولاً. وأرسل (٥) إليه رجلاً من أهل الشام في خيل من خيل الشام، فعظم على ابن الزبير الفتنة، وقال: لا (٦) يستحل الحرم بسببك (٧)؛ فإنه غير تاركك، ولا تقوى عليه.

وقد لج في أمرك، وأقْسَمَ أن لا يؤتى بك إلا مغلولاً، وقد عَمِلْتُ لك غُلا من فضة، وتلبس فوقه الثياب، وتبرّ قَسَمَ أمير المؤمنين؛ فالصلح خير عاقبة، وأَجْمَلُ بك وبه. فقال: دعوني أياماً حتى أنظر في أمري. فشاور أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق في ذلك، فأبت عليه أن يذهب مغلولاً وقالت: يا بني، عش كريماً، ومت كريماً، ولا تُمكن بني أمية من نَفْسِك فتلعب بك، فالموت أحسن من هذا (٨). فأبى (٩) أن يذهب إليه في غل، وامتنع في مواليه ومن تألف إليه من أهل مكة وغيرهم، [فكان] (١٠) يقال لهم: الزبيرية.


(١) في ب، ج: وجمع مواليه.
(٢) في ب: الأنام.
(٣) قوله: ((ذلك)) ساقط من أ.
(٤) قوله: ((أن)) ساقط من ب.
(٥) في ب، ج: فأرسل.
(٦) في ب، ج: لأن.
(٧) في ج: حرمة البيت سببك.
(٨) إتحاف الورى (٢/ ٥١).
(٩) في ب، ج زيادة: عليه.
(١٠) قوله: ((فكان)) زيادة من ب، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>