للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقالوا: هذه مائة درهم وجزور قد أردنا كذا وكذا، فاضرب لنا (١) على فلان بن فلان، فإن كان كما قال أهله، خرج «العقل» أو «نعم» أو (٢) «منكم»؛ فما خرج من ذلك انتهوا إليه في أنفسهم. وإن خرج ((لا))؛ ضرب على «المياه» (٣)؛ فإن (٤) خرج «منكم»: كان منهم وسيطاً، وإن خرج «من غيركم»: كان حليفاً، وإن خرج «ملصق»: كان دعياً نفياً، فمكثوا زماناً وهم يخلطون.

وكان عمرو بن لحي غير تلبية إبراهيم خليل الرحمن، بينما هو يسير على راحلته في بعض مواسم الحج وهو يلبي؛ إذ مثل له إبليس في صورة شيخ نجدي على بعير أصهب، فسايره ساعة، ثم لبى إبليس، فقال: لبيك اللهم لبيك، فقال عمرو بن لحي مثل ذلك، فقال إبليس: لبيك لا شريك لك، فقال عمرو مثل ذلك، فقال إبليس: إلا شريك هو لك. فقال عمرو: ما (٥) هذا؟ فقال إبليس عليه لعنة الله: إن بعد هذا ما يصلحه إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، فقال [عمرو] (٦) بن لحي: إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك (٧)، ما أرى بأساً، فلباها، فلبي الناس على ذلك، فكانوا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك. فلم تزل تلك تلبيتهم حتى جاء الله ﷿ بالإسلام، ولبى رسول الله تلبية إبراهيم الصحيحة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، فلباها المسلمون.


(١) قوله: ((لنا)) ساقط من ب، ج.
(٢) قوله: ((أو)) ساقط من ج.
(٣) في ج: المائة.
(٤) في ب: وإن.
(٥) في ج: وما.
(٦) في أ: عمر، وهو خطأ.
(٧) العبارة في ب: فقال عمرو بن لحي هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>