للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولا تعرف (١) العرب لأحدٍ مثل ما تعرف (٢) لنا. فابتدعوا عند ذلك أحداثاً في دينهم أداروها بينهم؛ فقالوا (٣): لا تعظمون شيئاً من الحل كما [تعظمون] (٤) الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك اسْتَخَفَّتِ العرب بحرمكم، وقالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم. فتركوا الوقوف على عَرَفَة والإفاضة منها، وهم يعرفون ويُقرون أنها من المشاعر والحج ودين إبراهيم، ويقرون لسائر العرب أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها، إلا أنهم قالوا: نحن الخمس أهل الحرم، فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحرم ولا نعظم غيره.

ثم جعلوا لِمَنْ ولدوا من سائر العرب من سكان الحل والحرم مثل الذي لهم بولادتهم إياهم، يحلّ لهم ما يحل لهم، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم. وكانت خُزَاعَةُ وكنانة قد دخلوا معهم في ذلك.

ثم ابتدعوا في ذلك أموراً لم تكن؛ حتى قالوا (٥): لا ينبغي للحمس أن [يأقِطُوا] (٦) الأقط (٧)، ولا يَسْلَؤُوا السمن وهم حُرُم، ولا يدخلوا بيتاً من شعر، ولا يستظلوا - إن استظلوا - إلا في بيوت الآدم (٨) ما كانوا حرماً.

ثم رفعوا في ذلك، فقالوا: لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به


(١) في ب، ج: ولا يعرف في.
(٢) في ب، ج: يعرف.
(٣) في ج: قالوا.
(٤) في أن تعظموا.
(٥) في ب، ج: فقالوا.
(٦) في أ: يأتقطوا، وفي ب: يقطوا. والمثبت من ج.
(٧) الأقط شيء يتخذ من اللبن المخيض، يطبخ ثم يترك ثم يمصل، والقطعة منه: أقطة (لسان العرب، مادة: أقط).
(٨) بيوت الأدم: هي بيوت الجلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>