للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هيبة الملك وإعظامه وإجلاله، لسألته من ساره إياي ما أزداد به سروراً، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح، فقد أوضح لي بعض (١) الإيضاح.

قال: هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، قد (٢) ولدناه مراراً، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، يُعزّ بهم أولياءه، ويُذلّ بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس (٣) عن عرض، ويستبيح به كرائم الأرض، يعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران. قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.

قال: فخر عبد المطلب ساجداً، فقال له: ارفع رأسك، ثلج (٤) صدرك، وعلا كعبك، فهل أحسست من أمره شيئاً؟ قال: نعم أيها الملك، كان لي ابن وكنت به معجباً، وعليه شفيقاً، زوجته (٥) كريمة من كرائم قومه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فجاءت بغلام سميته محمداً، مات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه، بين كتفيه شامة، وفيه كل ما ذكرت من علامة.

قال له: والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب، إنك يا عبد المطلب، لجده غير الكذب، قال: وإن الذي قُلتَ لكَمَا قُلت، فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود، فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطو (٦) ما ذكرت لك


(١) في ج: بعد.
(٢) في ب، ج: وقد.
(٣) في ب، ج زيادة: الأرض.
(٤) في ب: بلج.
يقال: ثَلِجَت نفسي بالأمر: إذا اطمأنت إليه وسكنت وثبت فيها وَوَثِقَت به (لسان العرب، مادة: ثلج).
(٥) في ب، ج: رفيقاً فزوجته.
(٦) في ب، ج: فاطو.

<<  <  ج: ص:  >  >>