للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وتضاعف الحسنات، من استجار به أجاره الله، ومن أحدث فيه أهلكه الله، بناه الله ﷿ بأيدي أنبيائه، وكفى بذلك شاهداً على أهمية شأنه، إليه تُشدُّ الرحال.

ولما كانت مكة المكرمة قد احتضنت الشعائر الدينية للمسلمين كانت محط أنظارهم، ومهوى أفئدتهم، فما من بقعة من بقاعها إلا ولهم فيها رابط ديني أو تاريخي، يتعلق بجانب من جوانب حياتهم الدينية، لذا كان لا بد من مؤلف خاص يبين لهم ما يتعلق بهذه البلدة المباركة، فكان كتاب «أخبار مكة» للإمام الأزرقي .

ويمكن عد كتاب الأزرقي أقدم كتاب موجود عن تاريخ مكة، وقال عنه عبد الكريم بن محمد السمعاني: «محمد بن عبد الله الأزرقي حفيد أحمد بن محمد الأزرقي، صاحب كتاب أخبار مكة، كتبه بمنتهى الروعة والدقة».

وقال عنه ابن النديم: «كتاب مكة وأخبارها وجبالها وأوديتها كتاب كبير».

ومكة المكرمة اختارها الله لتكون مهبط الوحي بالرسالة، وشرفها ببيته والشيء يشرف بمتعلقه، ولما كانت المؤلفات المتعلقة بهذه البقعة المباركة لم تُعط حقها، على الرغم من أهميتها، لذا شمرنا عن ساعد الجد مستعينين بحول الله وقوته للقيام بذلك، ولقد كان هذا الكتاب المخطوط يحتاج إلى يد علمية تُخرجه إلى القراء بتدقيق وتحقيق وتعليق يكون في متناول الجميع، ويلامس فهمهم، خاصة وأنه كتاب عمدة في بابه، ومصدر من مصادر هذا الفن وهو علم الأخبار، فالله نسأل أن يكون قد اختارنا لخدمة دينه.

وقد قدمت بين يدي الكتاب دراسة وافية عنه. وقد قسمت هذه الدراسة إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة:

<<  <  ج: ص:  >  >>