للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العرب وأكثرهم رجالاً وأموالاً (١) وسلاحاً؟

فقال له مضاض بن عمرو: إذا جاء الأمر بطل ما تقولون. فلم يقصروا عن شيء مما كانوا يصنعون، فلما رأى مضاض بن عمرو (٢) ما تعمل جُرْهُم في الحرم، وما تسرق من مال الكعبة سراً وعلانية: عمد إلى غزالين كانا في الكعبة من ذهب وأسياف قلعية، فدفنها في موضع بئر زمزم. وكان ماء زمزم قد نضب وذهب لما أحدثت جُرْهُم في الحرم ما أحدثت، حتى غُبّي (٣) مكان البئر ودرس، فقام مضاض بن عمرو وبعض ولده في ليلة مظلمة فحفر في موضع زمزم وأغمق، ثم دفن فيه الأسياف والغزالين. فبينما (٤) هم على ذلك؛ إذ كان من أمر أهل مأرب ما ذكر أنه ألقت طريفة الكاهنة إلى عمرو بن عامر الذي يقال له: مزيقياء بن ماء السماء؛ وهو عمرو بن عامر بن [حارثة] (٥) بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان (٦)، وكانت قد رأت في كهانتها أن سد مأرب (٧) سيخرب، وأنه


(١) قوله: ((وأموالاً)) ساقط من ب، ج.
(٢) في ب، ج زيادة: بن الحارث بن مضاض بن عمرو.
(٣) في ج: عمى.
(٤) في ب، ج: فبينا.
(٥) في أ: حارث.
(٦) شفاء الغرام (٢/ ١٠٠).
(٧) مأرب: قيل: هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ. قال المسعودي: وكان هذا السد من بناء سبأ بن يشجب بن يعرب، وكان سافله سبعين وادياً، ومات قبل أن يستتمه، فأتمته ملوك حمير بعده. بناه لقمان بن عاد، وجعله فرسخاً في فرسخ، وجعل له ثلاثين مثعباً.
وهذا السد بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد، وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة واحدة، فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص فيجتمع فيه ماء عيون هناك مع ما يغيض من مياه السيول، فيصير خلف السد كالبحر، فكانوا إذا أرادوا سقي زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة، فيسقون حسب حاجتهم، ثم يسدونه إذا أرادوا (معجم البلدان ٣٥/ ٥ - ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>