للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من مر ونَعْمان (١) وما حول ذلك، وكانت الحرف (٢) عليهم مُظِلَّة، والأَرْبعَةُ مغدقة، والأودية ثجال (٣)، والعِضاه ملتفة، والأرض مُبْقِلَة. فكانوا (٤) في عيش رخي، فلم يزل بهم البغي والإسراف على أنفسهم، والإلحاد بالظلم، وإظهار المعاصي، والاضطهاد لمن قاربهم، ولم يقبلوا ما أوتوا بشكر، حتى سلبهم الله ذلك، فنقصهم بحبس المطر (٥)، وتسليط الجذب عليهم. فكانوا (٦) يكرون بمكة الظل ويبيعون الماء، فأخرجهم الله من مكة بالذّرِّ سَلطه عليهم، حتى خرجوا من الحرم فكانوا حوله، ثم ساقهم الله بالجذب، يضع الغيث أمامهم ويسوقهم بالجذب، حتى ألحقهم (٧) بمساقط رؤوس آبائهم، وكانوا قوماً عُرْباً من حمير، فلما دخلوا بلاد اليمن تفرّقوا وهلكوا. فأبدل (٨) الله الحرم بعدهم [جُرْهُماً] (٩)، فكانوا سكانه، حتى بغوا فيه، واستخفوا بحقه، فأهلكهم الله جميعاً.


(١) مر: من نواحي مكة، عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران وادياً واحداً (معجم البلدان ١/ ٤٤٩).
ونعمان: هو بين مكة والطائف، وقيل: وادٍ لهذيل على ليلتين من عرفات (معجم البلدان ٥/ ٢٩٣).
(٢) الخرف: ما يُجتنى من النخل (لسان العرب، مادة: خرف).
(٣) ثجال: أي: عظام.
(٤) في ب، ج: وكانوا.
(٥) في ب، ج زيادة عنهم.
(٦) في ب، ج: وكانوا.
(٧) في ب، ج زيادة: الله تعالى.
(٨) في ج: فبدل.
(٩) في الأصول: جرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>