للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأربعة (١).

وقد بلغنا في الحديث: أن إبراهيم خليل الله مسح الأركان الأربعة كلها أيضاً. وبلغنا في الحديث: أن آدم مسح قبل ذلك الأركان الأربعة كلها.

فلما كان من أمر هؤلاء الذين حاولوا سرقة ما في خزانة الكعبة ما كان، بعث الله تعالى حيَّة سوداء الظهر بيضاء البطن، رأسها مثل رأس الجدي، فحرست البيت خمسمائة سنة لا يقربه أحد بشيء من معاصي الله إلا أهلكه الله، ولا يقدر أحد أن يروم سرقة ما كان في الكعبة.

فلما أرادت قريش بناء البيت منعتهم (٢) الحية هدمه، فلما رأوا ذلك اعتزلوا عند المقام، ثم دعوا الله تعالى وقالوا: اللهم ربنا إنما أردنا عمارة بيتك. فجاء طير أسود الظهر أبيض البطن أصفر الرجلين، فأخذها فاحتملها، فَجَرَّها حتى أدخلها جياد (٣).

وقال بعض أهل العلم: إن جُرْهُم لما طغت في الحرم، دخل رجل منهم وامرأة يقال لهما: إساف ونائلة البيت [ففجرا] (٤) فيه، فمسخهما الله حجرين، فأخرجا من الكعبة فنصبا على الصفا والمروة ليعتبر بهما من رآهما، وليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا (٥). فلم يزل أمرهما يدرس ويتقادم حتى صارا صنمين يعبدان.

وقال بعض أهل العلم: إن عمرو بن لحي دعا الناس إلى عبادتهما وقال للناس: إنما نصبا ها هنا أن آباءكم ومن قبلكم كانوا يعبدونهما، وإنما ألقاه عليه


(١) شفاء الغرام (١/ ٦٥٧ - ٦٥٩).
(٢) في ب، ج: منعتها.
(٣) في ب، ج: أجياد.
(٤) في أ: ففجروا.
(٥) شفاء الغرام (١/ ٦٥٩ - ٦٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>