للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بسبع حصيات مثل حصى الخذف (١)، فغاب عنه إبليس، ثم مضى إبراهيم في حجه وجبريل معه (٢) يوقفه على المواقف ويُعلِّمه المناسك، حتى انتهى إلى عرفة، فلما انتهى إليها قال له جبريل : أعرفت مناسكك؟ قال (٣) إبراهيم : نعم، قال: فسميت عرفات بذلك بقوله (٤) : «أعرفت مناسكك».

قال: ثم أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج.

قال: فقال إبراهيم: يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال الله تعالى: أَذن وعَلَيَّ البلاغ. قال: فعلا على المقام فأشرف به حتى صار أرفع الجبال وأطولها، فجمعت له الأرض يومئذٍ سهلها وجبلها، وبرها وبحرها، وإنسها وجنّها، حتى أسمعهم جميعاً. فأدخل أصبعيه في أذنيه، وأقبل بوجهه يمناً وشاماً، وشرقاً وغرباً، وبدأ بشق اليمن [فقال] (٥): أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم. فأجابوه من تحت التخوم السبعة، ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أقطار الأرض كلها: لبيك اللهم لبيك.

قال: وكانت الحجارة على ما هي عليه اليوم، إلا أن الله تعالى أراد أن يجعل المقام آية، فكان أثر قدميه في المقام إلى اليوم. قال: أفلا تراهم اليوم يقولون: لبيك اللهم لبيك؟ قال: فكل من حج إلى اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم ، وإنما حجهم على قدر إجابتهم يومئذ؛ فمن حج حجتين فقد كان أجاب مرتين،


(١) الخذف: أي الحصى الصغار التي يرمى بها، وأصل الخذف رمي الحصاة بطرف الإبهام والسبابة (لسان العرب، مادة خذف).
(٢) قوله: ((معه)) ساقط من ب، ج.
(٣) في ب، ج زيادة له.
(٤) في ب، ج: لقوله.
(٥) قوله: ((فقال)) ساقط من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>