للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب الباء]

[فصل الألف]

الباء والباءة: بالمد، الموضع الذي تبوء إليه الإبل، ثم جعل عبارة عن المنزل، ثم كني به عن الجماع لأنه لا يكون غالبا إلا في الباءة أو لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يتمكن كما يتبوأ من داره. وقوله عليه الصلاة السلام: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" (١). على حذف مضاف وتقديره من وجد مؤن النكاح فليتزوج.

الباب: أصله المدخل للشيء، المحاط بحائط يحجزه ويحوطه، فهو اسم لمداخل الأمكنة كباب المدينة والدار. وإضافته للتخصيص، ومنه يقال في العلم باب كذا، وهذا العلم باب إلى كذا، أي به يتوصل إليه. وقال عليه الصلاة السلام "أنا مدينة العلم"، وعلي بابها (٢). أي به يتوصل إليه. ويقال أبواب الجنة، وأبواب النار للأسباب الموصلة إليهما. ويقال هذا من بابة كذا أي مما يصلح، وجمعه أبواب وبابات قاله الخليل بابة في الحدود، وبوبت بابا عملته، وبويت الأشياء تبويبا جعلتها أبوابا متميزة. والبواب حافظ الباب (٣)، وهو الحاجب.

باب الأبواب: هو التوبة لأنه أول ما يدخل إليه العبد حضرات القرب من جناب الرب (٤).

الباج: الطريقة المستوية، ومنه قول عمر : لأجعلن الناس كلهم باجا واحدا، أي في العطاء.

البادرة: الحدة، ويقال خطأ عن حدة، ويقال ما يقع عند الحدة مطلقا، ومنه قول النابغة الجعدي (٥):

ولا خير في حلم إذا لم يكن له … بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

البارقة: لغة كل ما لمع، والبارقة السيف للمعانه، وفي اصطلاح الصوفية: لائحة ترد من جانب القدس وتنطفئ سريعا، وهي من أوائل الكشف ومبادئه.

البأس: والبأساء والبؤس، الشدة والقوة والضر والمكروه، لكن البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية أكثر. وفي الحديث أن المصطفى صلى الله


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب النكاح، الباب ١، ١/ ٥٩٢، من حديث ابن مسعود .
(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل عن ابن عباس، الجامع الصغير للسيوطي.
(٣) المفردات ص ٦٤.
(٤) التعريفات ص ٤٣.
(٥) شاعر مخضرم أقام في بلاط الملوك اللخميين في الحيرة، ثم سار على رأس قبيلته فقدم خضوعه للنبي ، وساهم في فتح فارس، وناصر عليا كرم الله وجهه في صفين. توفي في أصفهان سنة ٦٨٤ م تقريبا.

<<  <   >  >>