للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد. واحورت عينه وذلك نهاية الحسن من العين. والحواريون: أنصار عيسى سموا به لأنهم كانوا يطهرون نفس الناس بافدتهم العلم والحكمة، وإنما قيل كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه، وإنما قالوا كانوا صيادين لاصطيادهم النفوس من الحيرة وقودهم إلى الحق (١).

الحول: تغير الشيء وانفصاله عن غيره، باعتبار التغير قيل حال الشيء يحول تهيأ، وباعتبار الانفصال قيل حال بيني وبينه كذا، وحولت الشيء فتحول غيرته إما بالذات وإما بالحكم وإما بالقول ومنه أحلت على فلان بالدين، وحولت الكتاب نقلت صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصورة الأولى. والحول: السنة اعتبارا بانقلابها ودوران الشمس في مطالعها ومغاربها ومنه: حالت السنة تحول (٢).

وقال الحرالي: الحول تمام القوة في الشيء الذي ينتهي لدورة الشمس، وهو العام الذي يجمع كمال النبات الذي يثمر فيه قواه. والحال ما يختص به الإنسان وغيره من الأمور المتغيرة في نفسه وبدنه وقنيته. والحول ما له من قوة في هذه الأصول الثلاثة ومنه "لا حول ولا قوة إلا بالله" (٣). وحول الشيء جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه.

[فصل الياء]

الحياة: في الأصل: الروح وهي الموجبة لتحرك من قامت به، ذكره العكبري.

وقال الحرالي: الحياة تكامل في ذات ما أدناه حياة النبات بالنمو والاهتزاز مع انغراسه إلى حياة ما يدب بحركته وحسه إلى غاية حياة الإنسان في تصرفه وتصريفه إلى ما وراء ذلك من التكامل في علومه وأخلاقه. وقال في موضع آخر: الحياة كل خروج عن الجمادية من حيث إن معنى الحياة بالحقيقة تكامل الناقص. وقال ابن الكمال (٤): الحياة صفة توجب للمتصف بها العلم والقدرة. وقال الراغب: تستعمل للقوة النامية الموجودة بالنبات والحيوان، وللقوة الحساسة، ومنه سمي الحيوان حيوانا، وللقوة العالمة العاقلة، ومنه ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ (٥) وقوله:

لقد أسمعت لو ناديت حيا … ولكن لا حياة لمن تنادي (٦)

ولارتفاع الهم والغم ومنه قوله:

ليس من مات فاستراح بميت … إنما الميت ميت الأحياء


(١) المفردات ص ١٣٥.
(٢) الراغب المفردات ص ١٣٧.
(٣) حديث شريف أخرجه مسلم في صحيحه "٤/ ٢٠٧٧". وابن ماجه في سننه في كتاب الأدب، باب ٥٩ "٢/ ١٢٥٦".
(٤) التعريفات ١٠٠.
(٥) الأنعام ١٢٢.
(٦) كذا في الأصول، وجاء في المفردات ص ١٣٩:
وقد ناديت لو أسمعت حيا … ولكن لا حياة لمن تنادي

<<  <   >  >>