للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجعل المكاتبة والكتابة عربيا (١) ولا يكاد يوجد لغيره،. ذلك ويجوز أنه أراد الكتاب فطغى القلم بزيادة الهاء. قال الأزهري: الكتاب والمكاتبة أن يكاتب عبده أو أمته على مال منجم، ويكتب العبد عليه أنه يعتق إذا أداه، فالعبد مكاتب بالفتح اسم مفعول، وبالكسر اسم فاعل لأنه كاتب سيده، فالفعل منهما، والأصل في باب المفاعلة أن يكون من اثنين فصاعدا يفعل أحدهما بصاحبه ما يفعل هو به، فكل منهما هو فاعل ومفعول من حيث المعنى.

الكتاب المبين: اللوح المحفوظ، وهو المراد بآية: ﴿وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (٢)

الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة. وعرفا ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط. وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ. والأصل في الكتابة النظم بالخط. وفي المقال النظم باللفظ، لكن قد يستعار كل للآخر، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والقضاء بالكتابة ووجه ذلك أن الشيء يراد ثم يقال ثم يكتب، فالإرادة مبدأ والكتابة منتهى، ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا اريد به توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله ومنه ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ (٣) ويعبر عن الإيجاد وعن الإزالة وعن الإفناء بالمحو وغير ذلك، وأمثلة الكل في القرآن (٤).

[فصل الدال]

الكد: الجهد والإتعاب.

كذب الخبر: عدم مطابقته للواقع. وقيل هو إخبار لا على ما عليه المخبر عليه (٥).

[فصل الذال]

كذا وكذا: يكنى بهما عن الحديث الطويل، ومثله كيت وكيت والكاف في كذا للتشبيه، وذا للإشارة، ولما ركبا جعلا اسما لما امتد من الحديث، ويستعملان في العدد لكثرته ذكره أبو البقاء.


(١) أي بمعنى واحد.
(٢) الأنعام ٥٩.
(٣) الحج ٨.
(٤) وقد أوردها الراغب كذلك في مفرداته ص ٤٢٣ - ٤٢٥.
(٥) تعريفات الجرجاني، ص ١٩٢.

<<  <   >  >>