للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العقب: مؤخرة القدم، واستعير للولد وولد الولد، ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ (١) والعاقبة إطلاقها يختص بالثواب نحو ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (٢). وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا﴾ (٣). الآية، ذكره في المفردات (٤). وفي المصباح (٥): عاقبة كل شيء آخره، وقولهم: جاء في عقبه أصله جاء زيد يطأ عقب عمرو، والمعنى كلما رفع عمرو قدما وضع زيد قدمه مكانها، ثم كثر حتى قيل: جاء عقبه، ثم كثر حتى استعمل بمعنيين، وفيهما معنى الظرفية، أحدهما، المتابعة والموالاة: جاء في عقبه فمعناه في إثره، ومنه سمي المصطفى العاقب لأنه أعقب من كان قبله من الأنبياء، أي جاء بعدهم، الثاني، إدراك جزء من المذكور معه، يقال: جاء في عقب رمضان، إذا جاء وقد بقي منه بقية، ويقال إذا برئ المريض وبقي شيء من المرض: هو في عقب المرض. وأما عقيب ككريم، فاسم فاعل من عاقبه معاقبة، وعقبه تعقيبا إذا جاء بعده. والليل والنهار يتعاقبان، أي كل منهما يعقب صاحبه. والسلام يعقب التشهد أي يتلوه. والعدة تعقب الطلاق أي تتلوه وتتبعه، فهي عقب له. وقول الفقهاء: تفعل كذا عقيب الصلاة بالياء لا وجه له إلا على تقدير محذوف، والمعنى في وقت عقيب وقت الصلاة. فيكون عقيب صفة وقت ثم حذف فصار عقيب الصلاة. وقولهم يصح الشراء إذا استعقب عتقا، لم أر له ذكرا إلا ما في التهذيب: استعقب فلان من كذا خيرا، ومعناه وجد بذلك خيرا بعده. وكلام الفقهاء لا يطابقه إلا بتأويل بعيد، فالوجه أن يقال إذا عقبه العتق أي إذا تلاه.

العقبة: بالضم، أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر. والعقاب سمي به لتعاقب جريه في الصيد.

العقدة: توثيق جمع الطرفين المفترقين بحيث يشق حلها، ذكر الحرالي. وقال غيره (٦): الجمع بين أطرف الشيء، ويستعمل في الأجرام الصلبة كعقد البناء، ثم يستعار للمعاني نحو عقدت البيع، والعهد، والنكاح، والعقدة اسم لما يعقد من نكاح ويمين وغيرهما. وما يعقده الساحر.

العقر: بالضم، دية فرج المرأة إذا غصبت على نفسها، ثم كثر حتى استعمل في المهر.

العقل: الهيولاني، الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهو قوة محضة خالية عن الفعل كما في الأطفال، وإنما نسب إلى


(١) الزخرف ٢٨.
(٢) هود ٤٩.
(٣) الروم ١٠.
(٤) للراغب، ص ٣٤٠.
(٥) المصباح المنير، مادة "عقب" ص ١٥٩.
(٦) مثل الراغب في المفردات ص ٢٤١.

<<  <   >  >>