للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحافظة ثم استعمل في الغضب المجرد، فقيل أحفظني زيد أي أغضبني. وحفظ العهد: الوقوف عندما حده الله تعالى لعباده.

حفظ عهده الربوبية: أن لا تنسب كمالا مطلقا إلا إلى الرب ولا نقصا إلى إلى العبد.

الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام. زادوا على الإباضية أن بين الإيمان والشرك معرفة الله، فإنها حصلت (١) متوسطة بينهما.

الحفي: العالم بالشيء (٢).

الحفيف: صوت الشجر والأجنحة ونحوهما.

[فصل القاف]

الحقب: الدهر أو ثمانون عاما. قال الراغب (٣): والصحيح أن الحقب مدة من الزمان مبهمة.

الحقد: الانطواء على العداوة والبغضاء. وتحقيقه أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي حالا رجع إلى الباطن فانحصر فيه فصار حقدا.

الحق: لغة الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. وعرفا: الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل. وأما الصدق فشاع في الأقوال فقط ويقابله الكذب. وفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع ومعنى، حقيته مطابقة الواقع إياه كذا في شرح العقائد (٤). وقال الراغب (٥): الحق المطابقة والموافقة كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة. والحق يقال لموجد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة، ولذلك قيل في الله هو الحق، وللموجود بحسب مقتضى الحكمة، ولذلك يقال: فعل الله كله حق نحو الموت والبعث حق، وللاعتقاد في الشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، نحو اعتقاد زيد في البعث حق، وللفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب، نحو فعلك حق، وقولك حق. ويقال: أحققت ذا أي أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا. فإحقاق الحق ضربان: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات، ومنه ﴿جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ أي حجة قوية. والثاني: بإكمال الشريعة وبثها، ومنه ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِه﴾. ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٦). والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له


(١) جاءت "خصلة" في التعريفات ص ٩٤.
(٢) المفردات ص ١٢٥.
(٣) المفردات ص ١٢٦.
(٤) وهو ما أورده الجرجاني أيضا في التعريفات ص ٩٤.
(٥) المفردات ص ١٢٥.
(٦) الروم ٤٧.

<<  <   >  >>