للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يريدون بذلك الافتخار على خلفاء بنى العباس. فبينما هو على المنبر يخطب ويقول "نحن من ولد فاطمة بنت رسول الله ، وأبونا على بن أبى طالب، ونحن أفضل من بنى العباس". فرفعت إليه رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات:

إنّا سمعنا نسبا منكرا … يتلى على المنبر فى الجامع

إن كنت فيما قلته صادقا … فانسب لنا نفسك كالطائع

وإن ترم تحقيق ما قلته … فاذكر لنا بعد الأب السابع

فإن أنساب بنى هاشم … يقصر عنها طمع الطامع

قيل لم يذكر نسبه بعد ذلك، وكان نسبه الحقيقى نسبا يرجع إلى الديصانية وهو ديصان بن سعيد (١)، وكان رجلا من المجوس.

قيل إن الحاكم قد أمر الناس إذا ذكر الخطيب اسمه يوم الجمعة على منبر يقوم الناس صفوفا إعظاما لذكره واحتراما لإسمه، وكان يفعل ذلك فى سائر مملكته حتى فى الحرمين الشريفين.

وكان قد أمر الناس إذا مر عليهم وهم فى الأسواق يسجدون له ومازال هذا الأمر يتزايد من الحاكم ويجور فى حق الرعية، وقد طالت أيامه الخيبة على الناس حتى كشفها الله تعالى عنهم، كما قيل:

ما خاب عبد على الله الكريم له … توكل صادق فى السر والعلن

حاشاه أن يحرم الراجى إجابته … إذا دعا لكشف الهم والحزن

وكان سبب قتل الحاكم أن أخته ست النصر لما رأت الأمر يتزايد من أخيها الحاكم، وكان فى كل وقت يهددها بالقتل، فلما تحققت منه ذلك توجهت فى الليل وهى متنكرة إلى دار الأمير سيف الدين بن دواس وكان أكبر أمراء الحاكم، فلما دخلت إليه، اختلت به وعرفته أنها أخت الحاكم، فعظمها وأكرمها. فقالت له: أنت تعلم بما يجرى من أخى فى حق الرعية من سفك الدماء وخراب البلاد، وقتل وجوه الدولة، وقد عول على قتلك وقتلى. فقال لها الأمير سيف الدين:


(١) هناك مصادر سنية تؤيد هذا النسب عكس المصادر الشيعة.

<<  <   >  >>