للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المراحم من أولاد ابن أبى الوفاء والشيخ أحمد بن عقبة اليمانى والشيخ محمد السداد المجذوب والشيخ على القليوبى والشيخ حسن الأجرب، ومن أعيان الشعراء الشيخ شهاب الدين المنصورى الهائم وكان من فحول الشعراء والشيخ شمس الدين القادرى وكان من فحول الشعراء والأديب زين الدين بن النحاس وغيرهم وجماعة كثيرة يطول الشرح فى ذكرهم من أعيان الناس وأعيان العلماء وأعيان الزهاد والشعراء وغير ذلك.

٤٣ - ذكر سلطنة الملك الناصر أبو السعادات ناصر الدين محمد المحمودى (١)

صاحب اللقبين وقد تلقب أولا بالناصر ثم تلقب بالأشرف بن الملك الأشرف أبى النصر قايتباى الظاهرى. وهو الثانى والأربعون من ملوك الترك وأولادهم، تسلطن فى يوم السبت سادس عشرين ذى القعدة من سنة إحدى وتسعمائة وذلك فى الساعة الرابعة من اليوم المذكور، وتلقب بالملك الناصر ونودى باسمه فى القاهرة وضج الناس له بالدعاء ودقت له البشائر ولبس خلعة السلطنة من الحراقة وطلع إلى القصر الكبير وجلس على سرير الملك وباس له الأمراء الأرض وكان له من العمر لما تسلطن نحو خمسة عشرة سنة وقد قارب البلوغ وأمه أم ولد جركسية الجنس تسمى وردقان ومولده فى سنة تسع وثمانين وثمانمائة، وفى ذلك يقول بعض الشعراء.

إن العناصر فى سلطاننا اجتمعت … شمائلا بهرت من حين مولده

وقد ناسب النار عزما والهوى خلقا … والبحر جودا وملك الأرض فى يده

وتسلطن الملك الناصر محمد ولم يعهد إليه والده الأشرف قايتباى بالسلطنة ولا كان قصده أن يتسلطن ولده وكان قصده أن يكون مقيما بالقاهرة من غير سلطنة مثل ابن السلطان خشقدم وغيره من أولاد الملوك ويكون ساكنا فى البيت الذى أنشأه له على بركة الفيل فما تم له ما أراد وجاءه الاعتقاد كما يقال فى المعنى.

يريد المرء أن يعطى مناه … ويأتى الله إلا ما أراد


(١) انظر ترجمته فى: بدائع الزهور ٢/ ٣٠٣، شذرات الذهب ٨/ ٢٢، تاريخ المماليك لووليم موير ١٦٣.

<<  <   >  >>