٣٥ - ذكر سلطنة الملك الظاهر سيف الدين أبى سعيد محمد جقمق العلاى الظاهرى (١)
وهو الرابع والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم، وهو العاشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن بعد خلع الملك العزيز يوسف فى يوم الأربعاء تاسع شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة. وكان أصله جركسى الجنس، جلبه الخواجا كزل فاشتراه منه العلاى على بن الأتابكى إينال اليوسفى، ثم انتقل إلى الملك الظاهر برقوق وصار من جملة المماليك السلطانية ثم بقى خاصكيا ثم بقى ساقيا فى دولة الناصر فرج ثم بقى أمير عشرة ثم مسك وحبس، ثم أطلق وصار أمير أربعين خازندار فى دولة الملك المؤيد شيخ، ثم بقى مقدم ألف فى دولة الملك الظاهر ططر، ثم بقى حاجب الحجاب فى دولة الأشرف برسباى، ثم بقى أمير أخور كبير، ثم بقى أمير سلاح، ثم بقى أتابك العساكر، وكل ذلك فى دولة الأشرف برسباى. فلما مات الأشرف برسباى تسلطن ابنه العزيز يوسف ثم خلع وتسلطن جقمق كما تقدم. فلما تم أمره فى السلطنة أخلع على من يذكر من الأمراء أرباب الوظائف وهم الأمير قرقماس الشعبانى واستقر أتابك العساكر بمصر وأخلع على الأمير آقبغا التمرازى واستقر أمير سلاح عوضا عن الأتابكى قرقماش الشعبانى وأخلع على الأمير يشبك السودونى واستقر أمير مجلس عوضا عن آقبغا التمرازى وأخلع على الأمير تمراز القرمشى واستقر أمير أخور كبير عوضا عن الأمير جاتم الأشرفى وأخلع على الأمير قراقجا الحسنى، واستقر رأس نوبة النواب عوضا عن تمراز القرمشى وأخلع على الأمير تغرى بردى البكلمشى المؤيدى واستقر حاجب الحجاب عوضا عن يشبك السودونى، وأخلع على الأمير أركماس الظاهرى واستقر دوادارا كبيرا على عادته كما كان فى أيام الأشرف برسباى، فهذا ما كان من ترتيب الأمراء فى أيامه وأنعم فى أيامه بتقادم ألوف على جماعة كثيرة من الأمراء المؤيدية والظاهرية والناصرية. وأنعم بأمريات أربعينات وطبلخاناه وعشروات على جماعة كثيرة فى أيامه. وفرقوا الإقطاعات على المماليك، وأرضى العسكر بكل ما يمكن من ذلك واستمر الأمر على ذلك ونفق على العسكر نفقة كاملة لكل مملوك سلطان مائة دينار، وفى أوائل دولته حضروا إلى القاهرة ووثب الأتابكى قرقماش
(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ٢٤ - ٣٤، حوادث الدهور ٢٣٤٩/ ٣٤٩/٢، شذرات الذهب ٧/ ٢٩١، الضوء اللامع ٣/ ٧١.