٣٧ - ذكر سلطنة الملك الأشرف أبى النصر سيف الدين اينال العلاى الظاهرى (١)
وهو السادس والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم وهو الثانى عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن بعد خلع الملك المنصور عثمان بن الملك الظاهر جقمق فى يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة وكان أصله جركسيا جلبه الخواجا علاء الدين إلى مصر فاشتراه منه الظاهر برقوق وأعتقه ابن الناصر فرج وجعله فى أخر دولته خاصكيا، ثم بقى فى دولة المظفر أحمد بن المؤيد شيخ أمير عشرة، ثم بقى فى دولة الملك الأشرف برسباى أمير أربعين رأس نوبة ثانى، ثم بقى نائب غزة، ثم نقله الأشرف برسباى لما توجه إلى أمد وجعله نائب الرها وذلك فى سنة ست وثلاثين وثمانمائة فدام بها إلى أن أحضره الأشرف برسباى إلى القاهرة وأعطاه تقدمة ألف واستمرت نيابة الرها بيده زيادة على ذلك، ثم جعله الأشرف برسباى نائب صفد وذلك فى سنة أربعين وثمانمائة، واستمر بصفد إلى دولة الظاهر جقمق، فأحضره إلى مصر، وبقى مقدم ألف، ثم بقى دوادارا كبيرا بعد موت تغرى بردى المؤيدى، ثم بقى أتابك العساكر بعد موت الأتابكى يشبك السودونى وذلك فى سنة تسع وأربعين، ودام بها إلى أن بقى سلطانا بعد خلع الملك المنصور عثمان، فلما تم أمره فى السلطنة خلع على من يذكر من الأمراء أرباب الوظائف وهم: الأمير تانى بك الظاهرى واستقر أتابك العساكر بمصر، وأخلع على الأمير خشقدم المؤيدى، واستقر أمير سلاح وأخلع على الأمير طوخ بونى بازق واستقر أمير مجلس، وأخلع على الأمير قرقماش الجلب واستقر رأس نوبة النواب وأخلع على الأمير جرباش كرت واستقر أمير أخور كبير وأخلع على الأمير يونس النواب واستقر دوادارا كبيرا واستقر بالأمير برد بك دوادارا ثانيا وهو مملوك الأشرف أينال وكان قبله تمراز الأشرفى دوادار ثانى، فلما نفى تمراز استقر الأمير برد بك دوادارا ثانيا عوضا عن تمراز الأشرفى وأخلع على الأمير جانى بك القرمانى واستقر حاجب الحجاب، وأنعم على ولده المقر الشهابى أحمد بتقدمة ألف، وأنعم على جماعة من الأمراء المؤيدية والأشرفية بتقادم ألوف،
(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ٢/ ٣٩ - ٦٤، حوادث الدهور ٣/ ٥٥٨، الضوء اللامع ٣٢٨/ ٢.