للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آلجاى رسم السلطان بإحضار الأمير أيدمر نائب طرابلس فلما حضر أخلع عليه فاستقر به أتابك العساكر بمصر عوضا عن آلجاى واستقر الأمير أرغون شاه الأشرفى رأس نوبة كبير فلم يقم الأمير أيدمر فى الأتابكية إلا مدة يسيرة ومات بالرحيل. فلما مات أيدمر رسم بإحضار الأمير منجك اليوسفى نائب الشام. فلما حضر أخلع عليه واستقر به نائب السلطنة بمصر وأتابك العساكر المنصورة وفوض إليه السلطان أمر المملكة بالديار المصرية والبلاد الشامية.

[ثم دخلت سنة ست وسبعون وسبعمائة]

فيها: اشتد الغلاء بالديار المصرية وتناها سعر القمح إلى مائة وأربعين درهما، لكل أردب، والتسعين ثمانين درهما بكل أردب وتناها سعر الخبز كل رطلين بدرهم. وصار أكثر الناس يأكلون خبز الفول والنخال ويباع ذلك كل رغيف بثمانية فلوس جدد. فرسم السلطان للأمير منجك نائب السلطنة بأن يفرق الحرافيش على الأمراء المقدمين والتجار الكبار وأعيان الناس كل واحد على قدر مقامه.

وفى هذه السنة: فتحت مدينة سيس وانقرضت دولة الأرمن منها من يومئذ، ففرح السلطان بذلك وأمر بدق الكوسات ثلاثة أيام لأن مدينة سيس لم يملكها أحد من الملوك قبله.

وفى آخر هذه السنة: توفى الأتابكى منجك اليوسفى نائب السلطنة وكان من خيار الأمراء، ولما مات دفن فى تربته التى عند السوة وكانت جنازته مشهودة.

[ثم دخلت سنة سبع وسبعون وسبعمائة]

فيها: ختن السلطان الملك الأشرف شعبان أولاده وأقام منهم سبعة أيام.

وفيها: ابتداء السلطان بعمارة مدرسته التى فى السوة تحت الطبلخانات.

[وفى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة]

فيها: أبطل السلطان ضمان المغانى من سائر مملكته، وأبطل ضمان القراريط وكان ذلك أن الشخص إذا أباع له ملكا يؤخذ منه عن كل ألف درهم عشرون درهما وكان على المغانى من رجال ونساء فى كل شهر قدر معلوم يحمل إلى الخزائن الشريفة، فأبطل السلطان ذلك جميعه وهو فى صحيفته إلى الآن.

<<  <   >  >>