للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث وثمانون وثمانمائة]

فيها: استقر الأمير يشبك الدوادار أمير سلاح عوضا عن الأمير جانى بك الفقيه لما توجه إلى القدس بطالا فعظم أمر الأمير يشبك وترقى وصار أمير سلاح ودودارا كبيرا ووزيرا واستادارا وكاشف الكشاف وكانت له فى مصر حرمة حارقة وكلمة نافذة.

[ولما دخلت سنة خمس وثمانون وثمانمائة]

فيها: توجه الملك الأشرف قايتباى إلى الحجاز الشريف وأخفى سفره عن الناس ولم يصحب معه أحدا من الأمراء المقدمين ولا غيرهم، فلما خرج المحمل من القاهرة خرج السلطان بعده بيومين وكان أمير المحمل فى تلك السنة الصاحب خشقدم الأحمدى، فلما وصل السلطان إلى مكة نزل فى مدرسته التى أنشأها عند باب السلام، فلما قضى حجه توجه إلى زيارة قبر رسول الله وتصدق هناك بمال جزيل ثم قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، فدخل إلى القاهرة قبل مجئ الحجاج بثمانية أيام ونزل فى قبة الأمير يشبك التى فى المطرية فمد له الأتابكى أزبك هناك مدة عظيمة، ثم دخل إلى القاهرة فى موكب عظيم وحملت القبة والطير على رأسه وفرشت له الشقق الحرير وكان يوم دخو - له إلى القاهرة يوما مشهودا، حتى طلع إلى القلعة فمد له الأمير يشبك فى القلعة مدة عظيمة أعظم من مدة الأتابكى أزبك وينصب له خوند القلعة والحوش السلطانى على مجيئه من الحجاز ودخل له تقادم عظيمة ومدحته الشعراء عند عودته من الحجاز بقصائد سنية فمن ذلك قول الشهاب المنصورى:.

قدم السرور بمقدم السلطان … من حجه المقبول بالرضوان

سلطاننا الملك الهمام الأشرف … الراقى سماء الحسن والإحسان

فدعاؤنا ببقائه فى نعمة … وسلامة فرض على الأعيان

لما نوى حجا ولبى محرما … عم الأمان مراتع الغزلان

والوحش فى أبياتها والدوح فى … أنباتها والطير فى الطيران

حظيت به أم القرى مذ زارها … واشتاقه مصر أبو البلدان

والكعبة افتخرت وودت أنها … فى اخد دولته من الخيلات

نصبت ستائر لرفع مقامه … ثم انتهت مجرورة الأردان

لو أنها عقلت لخرت حرمة … لله ساجدة على الأذقان

<<  <   >  >>