للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أمر اليهود بألا يكروا من مسلم بهيمة يركبونها ثم زاد فى الجور والظلم حتى يركب على حماره والغلمان من حو - له وينزل على باب جامعه الذى بناه وينظر إلى الغلمان فمن أراده منهم يقو - له له أرقد ويرقد فيشق بطنه ويخرج مصارينه بيده ثم يغسل يده، ويركب على حماره ويمضى، وأمر بإحراق جماعة من غلمانه بإشار، وقتل من غلمانه أكثرهم وكان له فى قتلهم الغاية.

قال الشيخ شمس الدين الذهبى (١) فى تاريخ الإسلام: ومازال الأمر يتزايد من الحاكم حتى أنه أدعى الربونية كما أدعى فرعون اللعين، وكان بعض الجهال من أهل مصر إذا رأوه يقولون "يا محيى، يا مميت" ثم إنه أدعى فى وقت علم الغيب فكان يقول يا فلان قلت فى بيتك البارح كذا وكذا، أو قلت كذا وكذا وكان ذلك باتفاق واعتمده مع العجائز الذين كانوا يدخلون إليه فيأمرهم أن يدخلوا بيوت الأمراء والأكابر ويعرفون بما يجرى فى بيوتهم من خبر أو سر فرفعت له فى أثناء ذلك رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات وكان جالسا فى موكبه.

بالجور والظلم قد رضينا … وليس بالكفر والحماقة

إن كنت أوتيت علم غيب … بين لنا كاتب البطاقة

فلما قرأها فحل وسكت عن الكلام فى علم الغيب، وكان هو وأقاربه يدعون الشرف ويقولون نحن من ولد على من فاطمة بنت رسول الله


(١) هو الذهبى الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الإسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركمانى ثم الدمشقى المقرئ. ولد سنة ٦٧٣ هـ وطلب الحديث وله ١٨ عاما، فسمع الكثير ورحل وعنى بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدومه. له عدة مصنفات منها "تاريخ الإسلام" و"التاريخ الأوسط" و"الصغير" و"سير أعلام النبلاء" و"طبقات الحفاظ" و"مختصر تهذيب الكمال" و"الكاشف" و"المجرد" وغيرها. مات سنة ٧٤٨ هـ.
انظر المزيد فى: تاريخ ابن الوردى ٢/ ٣٤٩، الوافى بالوفيات ٢/ ١٦٣، نكت الهميان ٢٤١، فوات الوفيات ٢/ ٣٧٠، ذيل تذكرة الحفاظ للحسينى ٣٤، ذيل العبر للحسينى ٢٦٨، مرآة الجنان ٤/ ٣٣١، طبقات الإسنوى ١/ ٥٥٨، طبقات السبكى ٩/ ١٠، البداية والنهاية ١٤/ ٢٢٥، الدرر الكامنة ٣/ ٤٢٦، الدارس فى أخبار المدارس ١/ ٧٨، مفتاح السعادة ١/ ٢٦١، طبقات ابن هداية الله ٢٣٢، شذرات الذهب ٦/ ١٥٣، البدر الطالع ٢/ ١١٠.

<<  <   >  >>