الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل خلق الله الصادق الأمين وصاحب السيرة الزكية وعلى آله وصحبه ومن تبع الهدى، وبعد:
تفخر أمتنا العربية بتراثنا الكبير، هذا التراث ملئ فى متاحف أوروبا وأمريكا وخاصة المخطوطات، هذا التراث أيضا أثار دهشة العالم على مختلف العصور.
ومن الأعمال التراثية المهمة كتاب "جواهر السلوك فى أمر الخلفاء والملوك" لابن إياس. وسوف نتطرق نظرة عامة على ابن إياس والتاريخ فى عصره وما ذكره المؤرخون وكتاب التاريخ عنه.
وحول ابن إياس المصرى ومنهجه فى البحث التاريخى يقول الأستاذ الدكتور الفاضل عبد اللطيف الخالدى: كان لانقطاع سلسلة المؤرخين العباسيين الكبار إثر سقوط بغداد بأيدى المغول وزوال الخلافة العباسية أن أخذ زمام المبادرة لوصل ما انقطع من تلك السلسلة مؤرخون آخرون ينتمون إلى أقطار شتى من العالم الإسلامى.
وقد واصل أولئك المؤرخون الأفذاذ نشاطهم العلمى فى حركة رائعة تشكل أعمالهم مع أعمال من سبقوهم من المؤرخين الصورة التى بلغها العالم العربى والإسلامى من النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حتى بداية العصر الحديث.
ولعل أبرز سمات حركة التدوين التاريخى فى القرون المتأخرة التى أعقبت سقوط بغداد - ويمكن حصرها فيما بين القرنين الثامن والعاشر للهجرة - الرابع عشر والسادس عشر للميلاد - ظهور طائفة من المؤرخين كتبوا مؤلفاتهم على طريقة