للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أواخر دولته والشيخ المبارك خروف المجذوب والشيخ ريحان المجذوب والشيخ محمد المغربى المجذوب، ومن المغانى الريس ناصر الدين المازوى توفى فى أثناء دولته وكان قد فاق على أهل زمانه فى حسن الصوت وسعة امتداده، ورأى عزا عظيما من الأكابر فى أيامه، ولما مات رثاه الشهاب المنصورى الهائم بهذه الأبيات.

يا نزهة السمع سكنت الثرى … فللملاهى أيّما لهفى

كم لطمة من قدم أو يد … فى خدىّ الدكّة والدّف

وقوله فيه أيضا:

كانت به لذاتنا موصولة … فانقطعت بموته اللذات

وكانت الأصوات تزهو بهجة … فارتفعت لموته أصوات

وقد توفى جماعة كثيرة فى أيامه من الأعيان والعلماء والصلحاء

٣٨ - ذكر سلطنة الملك المؤيد أبى الفتح شهاب الدين أحمد ابن الملك الأشرف أينال العلاى الظاهرى (١)

وهو السابع والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم، وهو الثالث عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم، تسلطن بعد خلع أبيه من السلطنة فى يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأول سنة خمس وستين وثمانمائة، وتسلطن وله من العمر نحو أربعين سنة، وأمه خوند زينب بنت الأمير خاص بك تسلطن فى حياة والده الأشرف اينال ولبس خلعة السلطنة وركب من الدهيشة والمقر السيفى خشقدم أمير سلاح حامل القبة والطير على رأسه حتى وصل إلى القصر الأبلق، فجلس على سرير الملك وفيه يقول بعض الشعراء:

بمهجتى أفدى مليكا غدا … مؤيدا بالنصر كالشمس

فلو تراه فوق كرسيه … لقلت هذا آية الكرسى

فلما تسلطن دقت الكوسات ونودى باسمه فى القاهرة وضج الناس له بالدعاء وتلقب بالملك المؤيد، فلما تم أمره فى السلطنة أخلع على المقر السيفى خشقدم أمير سلاح واستقر


(١) انظر المزيد فى: حوادث الدهور ١/ ٣٢٥، بدائع الزهور ٢/ ٦٥ و ٢٨٤.

<<  <   >  >>