للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأرسل إلى عبد المؤمن متولى ناحية قوص بأن يقتل الملك المنصور فقتله، وأرسل رأسه إلى قوصون، فكتم موته عن الناس، وهو أول من قتل من أولاد محمد بن قلاوون.

١٤ - ذكر سلطنة الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الملك الناصر محمد بن قلاوون (١)

تسلطن بعد أن خلع أخيه الملك المنصور فى يوم الاثنين حادى وعشرين صفر سنة اثنتين وأربعين [وسبعمائة] هو الرابع عشر من ملوك الترك وأولادهم بمصر وهو الثانى من أولاد محمد بن قلاوون تولى الملك وله من العمر نحو تسع سنين، فلما تم أمره فى السلطنة استقر بالأمير قوصون نائب السلطنة أتابك العساكر، وسكن فى دار النيابة وتصرف فى أمور المملكة فحسبما يختاره من ذلك، وكان إذا حضرت العلامة أخذ قوصون بيد السلطان كجك والعلم فى يده حتى يريه كيف يعلم على المراسيم والمناشير وكان الأمر جميعه بيد قوصون، فاضطربت أحوال الديار المصرية وكثر الخلاف بين الأمراء وتوقفت أحوال الرعية، وفى ذلك يقول بعض الشعراء.

سلطاننا اليوم طفل والأكابر فى … خلف وبينهم الشيطان قد نزعا

فكيف يطمع من … (٢) مظلمة … أن تبلغ الشوك والسلطان ما بلغا

ثم إن الأتابكى قوصون صار فى كل يوم يمسك جماعة من المماليك السلطانية وأرسل إلى الطنبغا نائب الشام يأمره بالقبض على طشتمر حمص احضر نائب حلب وقد بلغ قوصون عن طشتمر أنه يريد أن يحضر بالمقام الشهابى أحمد بن الملك الناصر محمد من الكرك وكان مقيما بها من حياة والده، فأرسل قوصون الأمير قطلوبغا الفخرى ومعه جماعة من العسكر إلى حصار المقام الشهابى أحمد بن الناصر. فلما توجه قطلوبغا الفخرى إلى الكرك اتفق هو ونائب حماه ونائب حلب وبقية النواب على أن يولوا المقام الشهابى أحمد بن الناصر، فوقع اتفاقهم على ذلك وتوجهوا إلى دمشق بمن معهم من العسكر ليمسكوا الطنبغا نائب الشام، فأرسل الطنبغا إلى الأمير قطلوبغا يسأله فى الصلح وأنه يكون تحت الطاعة للمقام


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ١٧٧، الدرر الكامنة ٣/ ٢٦٥، البداية والنهاية ١٤/ ١٩٢ - ١٩٤، النجوم الزاهرة ١٠/ ٢١ و ١٢٢.
(٢) بياض فى الأصل. والصواب الأمر.

<<  <   >  >>