ثم دخلت سنة أربع وستون وستمائة: سافر السلطان الملك الظاهر إلى الشام وحاصر قلعة صفد وافتتحها وعمر بقلعتها البرج الجديد.
وفيها: جرد السلطان العساكر إلى مدينة سيس وكان باش العسكر (عز الدين بيدغان المعروف بسم الموت) والأمير قلاوون الألفى افتتحا مدينة سيس وعدة قلاع ورجعا إلى الديار المصرية.
[ثم دخلت سنة خمس وستون وستمائة]
فيها: سافر السلطان إلى حصار مدينة يافا ففتحها هى والشقيف، وتوجه إلى إنطاكية ففتحها يوم الجمعة ثالث شهر رمضان، ثم توجه إلى بغراس ففتحها ثم رجع إلى الديار المصرية سنة ست وستين وستمائة وشق من القاهرة وزينت له.
[ثم دخلت سنة سبع وستون وستمائة]
فيها: توجه السلطان الملك الظاهر إلى الحجاز الشريف فخرج من مصر فى ثالث شوال فتوجه إلى غزة ثم إلى الكرك، ثم توجه منها إلى مدينة النبى ﷺ، ثم منها إلى مكة المشرفة فدخلها فى خامس ذى الحجة وكانت فى تلك السنة وقفة الجمعة وكان ولده الملك السعيد يخرج مع الركب المصرى فلما رجع الحاج إلى مصر رجع معهم الملك السعيد ورجع والده الملك الظاهر مع الركب الشامى، وتوجه من هناك إلى زيارة بيت المقدس وزيارة قبر الخليل ﵇ فزارهما، وعاد إلى القاهرة فى سنة ثمان وستين وستمائة، وأقام الأمر ساكنا إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة
فيها: بلغ الملك الظاهر أن التتار نزلوا على مدينة البيرة فخرج السلطان على خليل البريد ومعه من الأمراء الأمير بيسرى والامير أقوش الرومى والأمير جرمك الخازندار والأمير سنقر الألفى والأمير قلاوون الألفى وبقية الأمراء، فأول من خاض الفرات من بين الأمراء: الأمير قلاوون الألفى والأمير بيسرى فحصل منهما وبين التتار وقعة عظيمة فانكسر التتار وانهزموا وقتل منهم خلق كثيرة وأسروا منهم جماعة كثيرة وساقوا خلفهم حتى كسروهم كسرة قوية فعند ذلك دخل السلطان الملك الظاهر إلى مدينة البيرة وفرق على أهلها الأموال وأخلع عليهم الخلع السنية فكانت غيبة السلطان من الشام إلى الفرات أحد عشر يوما ثم رجع إلى الشام ومنها توجه إلى الديار المصرية.