للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهابى أحمد بن الناصر فلما بلغ قوصون ذلك قصد أن يمسك الأمير ايدعمش أخور كبير، فلما بلغ ايدعمش ذلك ركب هو والأمير أقسنقر والأمير يلبغا اليحياوى وطلعوا إلى تخت القلعة وأحاطوا بها ونادى ايدعمش للعسكر كل من لا تكون عنده فرس يركبه يحضر إلى الإسطبل السلطانى ويأخذ له فرسا، فطلع إليه العسكر قاطبة، ففرق عليهم الخيول، ووثبوا على قوصون. فلما تحقق قوصون أن الركبة عليه أقام بالقلعة وحصنها. ثم أن الأمير ايدعمش نادى للأعوام بأن ينهبوا بيت قوصون فدخلوا إليه الأعوام وأحرقوا بابه ونهبوا أسطبله وهو ينظر إليهم من شباك طبقته التى فوق الاسطبل السلطانى، فبقى قوصون يقول: يا مسلمين ما تحققوا هذا المال أما يكون لى أو للسلطان؟ فقال له الأمير ايدعمش: هذا شكر أنه للأعوام والذى عندك من المال والتحف تكفى السلطان، فصارت الأعوام كل من رواه من مماليك قوصون أمر حاشيته يقتلوه. واستمر الأمر على ذلك إلى وقت الظهر فانكسرت همة قوصون عن القتال ويسحب من كان عنده من الأمراء والمماليك. فهجم عليه الأمير ايدعمش ومسكه وسجنه فى الزردخاناه، فلما مسك قوصون نهب الأعوام خانقاته التى داخل القرافة وجامعه وحواصله، ثم إن ايدعمش صار يمسك الأمر الذى من عصبة قوصون، ثم أرسل قوصون إلى السجن بثغر الإسكندرية وخلع الأشرف كجك من السلطنة وأدخله دور الحرم وأرسل إلى الناصر أحمد ليحضر من الكرك حتى يسلطنوه فخطب باسمه فى القاهرة قبل حضوره من الكرك إلى أن حضر وتولى السلطنة، فكانت مدة الأشرف كجك فى السلطنة إلى أن خلع خمسة أشهر، وأقام فى دور الحرم إلى أن مات فى دولة أخيه الملك الكامل شعبان ومات على فراشه.

١٥ - ذكر سلطنة الملك شهاب الدين أحمد بن الملك الناصر محمد بن قلاوون (١)

وهو الخامس عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية والثالث من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تسلطن بعد خلع أخيه الأشرف كجك فى يوم الاثنين عاشر من شهر شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، فلما جلس على سرير الملك وقع منه أمور لا يقع إلا


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ١٧٩ و ١٨٢، الدرر الكامنة ١/ ٢٩٤، البداية والنهاية ١٩٣/ ١٤ و ٢٠٢ و ٢٠٧ و ٢١٣، النجوم الزاهرة ١٠/ ٥٠.

<<  <   >  >>