المدرسة التى أنشأها مكان الأشرفية القديمة التى هدمت فى دولة الناصر فرج، ومنها الجامع الذى عند المقياس المطل على بحر النيل والمدرسة الجروبية التى بين الجيزة، وأمر فى أيامه بترميم عمارة التاج والسبع وجوه التى كانت قديما من متنزهات القاهرة والآن قد هدمت فى دولة الظاهر جقمق وله غير ذلك آثار كثيرة، فهذا بما عد من محاسنه.
وأما ما عد من مساوئه فقد ذكر المقريزى عنه أشياء كثيرة، فمنها أنه كان جهورى الصوت وذا كرش كبير واسع العينين أشهل اللحية كثير بياض الشعر بلحيته.
ومنها أنه كان سفاكا للدماء، ومنها أنه كان يكبس البيوت بسبب الرخام الذى صنعه فى جامعه، وأخذ العامود السماقى الذى فى محراب المؤيدية من جامع قوصون وأخذ الباب الذى على مدرسة السلطان حسن والتنور الكبير النحاس وجعلها فى جامعه واعظا فيها هنا بخسا. ومنها أنه أحدث فى أيامه أشياء كثيرة من وجوه الظلمة. بسبب التجاريد التى جردها نحو البلاد الشامية لما عصى عليه النواب، وصادر لليهود والنصارى. ومنها أنه قيل عنه بأنه أسفا ولده سيدى إبراهيم فمات، وذكر عنه المقريزى أشياء شنيعة السكوت عنها أجمل. وقد انتهت أخبار الملك المؤيد شيخ على سبيل الاختصار من ذلك.
[ذكر من توفى فى أيامه من الأعيان]
وهم: القاضى برهان الدين بن روعه والشيخ جمال الدين بن ظهير عالم مكة والشيخ مجد الدين الشيرازى والشيخ خلف النحريرى من كبار المالكية، والشيخ شمس الدين النباتى من كبار الحنفية والشيخ عز الدين بن جماعة وابن هشام العجمى والقاضى ناصر الدين بن البارزى والقاضى كاتب السر فتح الله مات خنقا والقاضى جلال الدين بن البلقينى ولما مات جلال الدين البلقينى قال الشيخ شهاب الدين بن حجر مداعبة لطيفة.
مات جلال الدين قالوا ابنه … يخلفه أو فالأخ الكاشح
فقلت تاج الدين لا لائق … بمنصب الحكم ولا صالح
وتوفى غيرهم وجماعة كثيرة من أعيان العلماء والصلحاء فى أيامه.