٢١ - ذكر سلطنة الملك المنصور محمد بن الملك المظفر حاجى بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون (١)
وهو الحادى والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن بعد قتله عمه الناصر حسن فى يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة تولى الملك وله من العمر أربعة عشر سنة، وكان القائم بتدبير مملكته الأمير بيبغا العمرى فاستقر به أتابك العساكر وكانت عظمة بيبغا فى أيام الملك المنصور هذا ثم استقر بالأمير قشتمر المنصورى نائب السلطنة وأفرج عن الأمير طاز من السجن هو وجماعة كثيرة من الأمراء الذين كانوا فى الاعتقال وأنعم عليهم بتقادم ألوف واستقر بجماعة منهم نوابا فى البلاد الشامية.
وفى هذه السنة: جاءت الأخبار بأن نائب الشام بيدمر الجوارى خامر على السلطان وخرج عن الطاعة ومعه قلعة دمشق مملوكه فعند ذلك خرج إليه السلطان الملك المنصور ومعه الأتابكى بيبغا وبقية الأمراء، فلما وصلوا إلى دمشق خرج إليه بيدمر نائب الشام وهو طايع فطلب من السلطان الأمان فأعطاه الأمان.
فلما حضر بين يدى السلطان أمر الأتابكى بيبغا تقييده وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية واستقر بالأمير على الماردينى نائب الشام واستقر بالأمير قطلوبغا الفخرى وقيل الأحمدى نائب حلب ثم إن السلطان رجع إلى الديار المصرية وصحبته الأتابكى بيبغا العمرى.
[ثم دخلت سنة ثلاث وستون وسبعمائة]
فيها: تزوج الأتابكى بيبغا العمرى بخوند طولوسه زوجة الملك الناصر حسن.
وفى هذه السنة: توفى الخليفة المعتضد بالله أبو بكر بن الخليفة المستكفى بالله أبى الربيع سليمان، وعهد إلى والده المتوكل على الله محمد، وهو أبو خلفاء العصر كلهم، قيل إنه جاء من صلبه مائة ولد ما بين ذكور وإناث ومسقوط، وأقام فى الخلافة نحو أربعين سنة كما سيأتى ذكره فى موضعه، ومات عنده عدة أولاد ذكور وإناث.
(١) انظر المزيد فى بدائع الزهور ١/ ٢١١ - ٢١٢، البداية والنهاية ١٤/ ٢٧٨ - ٣٠٢.