للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فطلب يوما سلطانية صينى أبيض فقال: هات السلطانية البوز فنهره بعض الخدام ونهاه عن ذلك فقال:" لا لتى علمنى ذلك "وكان له من هذا النوع أشياء كثيرة، فكان كما قيل.

فى الناس من تسعده الأقدار … وفعله جميعه إدبار

٣٣ - ذكر سلطنة الملك الأشرف سيف الدين أبى النصر برسباى الدقماقى الظاهرى (١)

وهو الثانى والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الثامن من ملوك الجراكسة، قيل جلبه بعض التجار إلى البلاد الشامية فاشتراه الأمير دقماق المحمدى نائب ملطية مع جملة مماليك الأطناق بطبقة الزمامية، وكان أغاته جركس القاسمى المصارع، ثم إن الملك الظاهر اعتقه ثم بقى فى دولة الناصر فرج ساقيا ثم التف على شيخ ونوروز لما عصيا. فلما بقى المؤيد شيخ سلطانا جعله أمير عشرة، ثم بقى أمير طلبخاناه، ثم بقى مقدم ألف، ثم تولى نيابة طرابلس، ثم مسك وحبس وسجن فى المرقب مدة، ثم أطلق وأنعم عليه شيخ وسجنه ثم أطلقه ططر لما كان بدمشق. فلما تسلطن ططر حضر معه إلى الديار المصرية فاستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن الأمير على باى المحمدى، ثم استمر على ذلك إلى أن مات ططر فوقع بينه وبين الأتابكى جانى بك الصوفى فى دولة الملك الصالح محمد بن ططر فقبض على جانى بك الصوفى وسجنه فعند ذلك خلع الملك الصالح محمد بن ططر وتسلطن فى يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثمانمائة.

فلما تسلطن لبس خلعة السلطنة وحملت على رأسه القبة والطير وباس له الأمراء الأرض وجلس على سرير الملك، فلما تم أمره فى السلطنة عمل الموكب وأخلع على من يذكر فيه من الأمراء أرباب الوظائف وهم الأتابكى يلبغا المظفرى أتابك العساكر على عادته، وأخلع على الأمير قجمق واستقر أمير سلاح وأخلع على الأمير آقبغا التمرازى واستقر أمير مجلس وأخلع على الأمير سودون من عبد الرحمن واستقر به دوادارا كبيرا وأخلع على الأمير قصرره من عثمان واستقر به أمير أخور كبير وأخلع على الأمير جقمق العلاى واستقر به


(١) انظر المزيد فى: الضوء اللامع ٣/ ٨، بدائع الزهور ٢/ ١٥، تاريخ المماليك ١٣٣، تاريخ الكعبة ١٤١.

<<  <   >  >>