للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شاه، تسلطن بالمنصورة ووردت البشائر بذلك إلى الديار المصرية ودقت الكوسات وزينت القاهرة وذلك فى سنة ثمان وأربعين وستمائة. فكانت مدة سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب بالديار المصرية سبع سنين وسبعة أشهر وعشرين يوما، والملك الصالح هذا هو صاحب المدرستين اللتين بين القصرين، وهو الذى بنى القلعة التى كانت بالروضة على بحر النيل وأسكن بها جماعة من المماليك، وكان يسمون المماليك البحرية، وقيل كان عدتهم ألف مملوك، وقتل أكثر من ذلك وكانوا يقيمون فى قلعة الروضة دائما ولهم شوانى فى البحر عند الصناعة مكملة بسبب القتال مشحونة بالسلاح، وهو الذى جلب المماليك والأتراك بمصر، وفيه يقول بعض الشعراء:

الصالح المرتضى أيوب أكثر من … ترك بدولته يا شر مجلوب

لا آخذ الله أيوبا بفعلته … فالناس قد أصبحوا فى صبر أيوب

ولما مات الصالح نجم الدين تولى من بعده ابنه توران شاه.

٨ - ذكر سلطنة الملك المعظم مغيث الدين توران شاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد (١)

تسلطن بعد موت أبيه الصالح نجم الدين بأربعة أشهر لأن الملك الصالح مات بالمنصورة فى نصف شهر شعبان من السنة المذكورة وكتم موته خوفا من الفرنج إلى حضور أبنه توران شاه من حصن كيفا فحضر فى أول المحرم سنة ثمان وأربعين وستمائة، فتسلطن هناك وهو الثامن من ملوك بنى أيوب بمصر.

ولما قدم من حصن كيفا كان العساكر على ثغر دمياط فى الحصار مع الفرنج وقد طمعوا بموت الملك الصالح، فلما احضر توران شاه وتسلطن فوقع بينه وبين الفرنج هناك وقعة عظيمة حتى كاد الفرنج أن يستظهروا على المسلمين وتملكوا الديار المصرية، فأذن الله تعالى بالنصرة على يد الأمير بيبرس البندقدارى ومن معه من المماليك البحرية وبقية العساكر فحملوا على الفرنج حملة واحدة بالسيوف


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ٨٥، تاريخ ابن الوردى ٢/ ١٨١، فوات الوفيات ١/ ٩٧، اللوك ١/ ٣٥١ - ٢٦١، مرآة الزمان ٨/ ٧٨١.

<<  <   >  >>