للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجرى عليهما فى كل يوم يلقيهما وأقاما بها مدة فتوفى بها سلامش فلما مات هناك صبرته أمه فى سحليه حتى اتفق عودها إلى القاهرة فحملته معها ودفنته بالقاهرة. وكان سلامش شابا مليحا جميل الصورة وعاش من العمر نحو اثنين وعشرين سنة فكانت مدة سلطنته بمصر نحو خمسة أشهر ليس له فيها إلا مجرد الاسم فقط، ولما خلع سلامش من السلطنة تولى قلاوون.

٧ - ذكر سلطنة الملك المنصور سيف الدين أبى المعالى قلاوون الألفى الصالحى النجمى (١)

وهو السابع من ملوك الترك من مغول الترك وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن بعد خلع العادل سلامش، وتلقب بالملك المنصور، وجلس على سرير الملوك فى يوم الأحد ثانى عشرين شهر رجب ثمان وسبعين وستمائة، وكان أصله من مماليك الأمير آقسنقر الكاملى ثم انتقل إلى ملك الملك الصالح نجم الدين أيوب فأعتقه وذلك فى سنة سبع وأربعين وستمائة، ولما جلس قلاوون على سرير الملك أمر جماعة من مماليكه القدماء طرنطاى وكتبغا ولاجين والشجاعى وأيبك الخازندار وطقصوه وطغريل الإيغانى وقفجق وبلبان الطباخ وقبروان الشهابى ومحمد الكورانى وأقوش الموصلى وسنقر جركس وأزدمر العلائى وقلجق وأيدمر الطباخ وإبراهيم الجاكى. ثم أفرج عن الأمير أيبك الأفرم وجعله نائب السلطنة بمصر فأقام مدة يسيرة ثم استعفاه من النيابة فأعفاه منها واستناب مملوكه طرنطاى ثم استقر بالأمير سنقر الأشقر فى نيابة دمشق.

فلما دخل إلى دمشق أظهر العصيان وخامر على المنصور قلاوون، وتسلطن بدمشق وتلقب بالملك الكامل ثم اضمحل أمره وهرب إلى صهيون وعصى بها مدة.

وفى هذه السنة: توفى الملك السعيد محمد بن الملك الظاهر بيبرس فلما بلغ السلطان قلاوون خبره حزن عليه لأنه كان صهره تزوج بابنته فى حياة والده الظاهر بيبرس.


(١) انظر المزيد فى: مورد اللطافة ٤٢ - ٤٤، بدائع الزهور ١/ ١١٤، الخطط ٢/ ٢٣٨، السلوك ٦٦٣/ ١، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٩٢، فوات الوفيات ٢/ ١٣٣، النهج السديد ٤٧٥.

<<  <   >  >>