للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦ - ذكر سلطنة الملك الصالح إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون (١)

وهو السادس عشر من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، والرابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تسلطن بعد خلع أخيه الناصر أحمد فى يوم الخميس ثانى عشرين من المحرم سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة فلما جلس على سرير الملك وتم امره فى السلطنة استقر بالأمير أقسنقر السلارى نائب السلطنة واستقر بالأمير ايدعمش فى نيابة دمشق واستقر بالأمير طقزدمر فى نيابة حلب واستقر بغيرها ولى من الأمراء كل واحد فى وظيفة من الوظائف.

[ثم دخلت سنة أربع وأربعون وسبعمائة]

فيها: قبض السلطان على الأمير أقسنقر السلارى واستقر بالأميرال ملك فى نيابة السلطنة بمصر. وفيها جرد السلطان إلى أخيه الناصر أحمد وهو بالكرك عدة تجاريد فلم يقدروا عليه حتى لم يبق بمصر ولا بالشام أحد من الأمراء إلا جرد إليه، وحاصره حتى هلك من كان عند الناصر أحمد فى قلعة الكرك من الجوع والعرى، وهو مع ذلك لا يكل ولا يمل من القتال، حتى نفذ جميع ما فى خزائنه من المال، فضرب ما بقى عنده من الذهب وخلط معه الناس ونفقه على عسكره، فكان الدينار منه يساوى خمسة دراهم. فلما تمادى عليه الأمر تفرق من كان حو - له من العسكر وظهر عليه الخذلان فعند ذلك مسك فى يوم الاثنين ثانى وعشرين شهر صفر من سنة خمس وأربعين وسبعمائة، فعند ذلك أرسل إليه السلطان الأمير منجك اليوسفى فقطع رأسه وأحضرها إلى بين يدى أخيه الملك الصالح إسماعيل وكان الناصر أحمد أشجع إخوته وأحسنهم شكلا ولكنه كان سيئ التدبير فى أموره، قليل المعرفة بأحوال المملكة.

[ثم دخلت سنة ست وأربعون وسبعمائة]

وفيها: مرض السلطان الملك الصالح وأقام مريضا نحو أربعين يوما ومات يوم الخميس حادى وعشرين ربيع الأول سنة ست وأربعين، فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية ثلاث


(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ١٨١، البداية والنهاية ٢١٦.١٤/ ٢٠٢، النجوم الزاهرة ٧٨/ ١٠، الدرر الكامنة ١/ ٣٨٠.

<<  <   >  >>