للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - ذكر سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن نجم الدين أيوب (١)

تسلطن بعد خلع أخيه العادل أبى بكر فى يوم الاثنين خامس عشرين ذى الحجة سنة سبع وثلاثين وستمائة، وكان له من العمر لما تولى السلطنة نحو أربعة وثلاثين سنة. ومولده فى سنة ثلاث وستمائة بالقاهرة، وهو السابع من ملوك بنى أيوب بمصر. وكان سبب قتل أخيه العادل أبى بكر أن الملك الصالح لما أراد التوجه إلى البلاد الشامية لإصلاح أمرها فخاف من إبقاء أخيه العادل وهو فى السجن، فقتله فى الدير ثم توجه إلى دمشق فحصل للملك الصالح وهو بدمشق أكلة فى خده، فعاد إلى مصر وهو عليل فأقام على ذلك مدة يسيرة.

ثم جاءت الأخبار بأن ملك الفرنج المسمى فرنسيس نزل على ثغر دمياط فى عسكر عظيم من البر والبحر، وقتل من المسلمين خلقا كثيرة، فعند ذلك خرج إليه الملك الصالح وهو عليل فى محفة فنزل بالمنصورة وأمر يجمع العساكر من سائر البلاد من فرسان العربان وغيرهم، فاجتمع هناك من الخلائق ما لا يحصى عددهم ويقاتلوا معه الفرنج أشد القتال، هذا والملك الصالح يتزايد فى المرض كل يوم حتى يئس منه الأطباء فلما كانت ليلة الأحد رابع عشر شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة. توفى الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو بالمنصورة فكتم موته خوفا من الأفرنج ولم يظهروا ذلك وحملوه فى الليل إلى القاهرة ودفن بها ولم يعلم أحد من الناس بموته. وقيل دفن عند الإمام الشافعى عند أقاربه، وقيل دفن فى قلعة الروضة لما جاء به من البحر فى الليل، وكان القائم بتدبير المملكة يومئذ شخص يسمى حسام الدين لاجين فكانت بعد موت الملك الصالح تخرج المراسيم بعلامة السلطان، فلا يشك من يراها أنها خط الملك الصالح وهم يظهرون أن السلطان مريض، ولم يجسر أحد أن يقرب المحفة، ودام الأمر على ذلك حتى قدم ابنه مغيث الدين توران شاه وكان فى حصن كيفا، فلما حضر توران شاه وتولى السلطنة واشيع موت الملك الصالح ونادى المنادى بالدعاء للملك المعظم توران


(١) انظر المزيد فى: الخطط ٢/ ٢٣٦، بدائع الزهور ١/ ٨٣، السلوك ١/ ٢٩٦ - ٣٤٢، مرآة الزمان ٨/ ٧٧٥.

<<  <   >  >>