فاطوف الملك الهمام بها إلى … سبع ولولا الحد زاد ثمان
وصفا له قلب الصفا والمروة استر … قت به مرقى بنى مروان
وافاض منذ أفاض من عرفاتها … دمع اشتياق سال كالغدران
وعلى منى بلغت المنى من ربه … ورمى الجمار بمهجة الشيطان
وقضى مناسك حجه فأتمها … مختومة بالحمد والشكران
فاستبشرت مصر وهنا بعضها … بعضا بعودته إلى الأوطان
فالحمد لله الذى جبر الورى … ورعى القرى بسلامة السلطان
فلما رجع السلطان من الحجاز أقام مدة ثم توجه إلى زيارة بيت المقدس فزاره ثم رجع إلى القاهرة بعد مدة.
[فى سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة]
فيها: توجه إلى الإسكندرية ومعه جماعة من الأمراء المقدمين ومنهم الأتابكى أزبك والأمير أزدمر الطويل حاجب الحجاب والأمير يشبك الدوادار الكبير والأمير تمراز الشمسى قريب المقام الشريف وغيرهم من الأمراء، وسبب توجه السلطان إلى الإسكندرية لأجل أنه كشف على عمارة البرج الذى عمره فى الإسكندرية مكان المنار القديم، وكان يوم دخوله إلى الإسكندرية يوما معلوما مشهودا وحملت القبة والطير على رأسه والأمراء بين يديه ونثروا على رأسه الفرنج لما شق المدينة ذهب بنادقه دنانير نحو خمسمائة دينار ولاقاه الملك المؤيد أحمد بن أينال وهو بالشاش والقماش راكبا قدامه، فشق المدينة ونزل بالمخيم الشريف، وأقام بها، ثم رحل من الإسكندرية وتوجه أيضا بعد ذلك إلى مدينة دمياط وأقام بها ونزل فى موكب صغير ودخل إلى البحيرة المالحة وتفرج على صيد السمك البورى وغيره هناك، ورجع إلى الديار المصرية وسافر أيضا إلى مدينة الفيوم ودخلها وزينت له، وسافر أيضا فى أيامه إلى وادى العباسة وبيرة وتوجه فى أيامه إلى أماكن كبيرة على حسن عقله.