للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب القرافة، وأخذ من الأسطبل السلطانى عدة خيول. فلما بلغ العوام نزو - له تجمعوا له ورجموه وسبوه سبا قبيحا فأنه كان أفحش فى حقهم وشوش على جماعة منهم كما تقدم.

وكان نزو - له من القلعة فى ليلة الأربعاء سادس عشر رمضان فلولا أنه اشغل العامة بنثر الفضة فى الطرقات وإلا كانوا قتلوه لا محالة ولما نزل من القلعة توجه إلى نحو بلاد الصعيد فلما أصبح الصباح رحل من بقى من الأمراء والعسكر طالبين الملك الناصر، ثم إن الأمير سلار احتفظ بالقلعة إلى أن وصل الملك الناصر. هذا ما كان من أمر الملك المظفر بيبرس. وأما ما كان من أمر الملك الناصر (١) فأنه لما خرج إليه الأمير بيبرس الدوادار والأمير بهادر آص تلاقا معه على غرة. فلما أخبراه بخلع المظفر من السلطنة وأنه أرسل يطلب الأمان، وأن السلطان يتنعم عليه بمكان يقيم فيه هو وعياله، وسلموا إلى الملك الناصر التمجاه والترس. فلما سمع الملك الناصر بذلك فرح غاية الفرح وقال: "الحمد لله الذى صان دماء المسلمين" ثم خلع على الأميرين المقدم ذكرهما. وكتب الجواب إلى الملك المظفر بيبرس بالأمان وأرسله صحبة الأمير بيبرس والأمير بهادر آص، وتوجها إلى القاهرة، فوصلا إلى القاهرة فى حادى عشرين شهر رمضان فاخبر الأمير سلار النائب بما وقع من الملك الناصر، فعند ذلك أرسل سلار الأمان الذى كتبه الملك الناصر إلى المظفر بيبرس، فوجده قد تعدى اطفيح وهو قاصد إلى أسوان، ثم إن الملك الناصر وصل إلى بركة الحاج فى سلخ شهر رمضان، فعيد بها عيد الفطر، فخرج إليه الأمير سلار النائب وقبل الأرض بين يديه، فأخلع عليه السلطان خلعة سنية. وأنه على عادته نائب السلطنة، ثم إن السلطان طلع إلى القلعة فى يوم الأربعاء مستهل شوال سنة تسع وسبعمائة، فلما جلس على سرير الملك لبس خلعة السلطنة وباس له الأمراء الأرض بالايوان الأشرفى وذلك فى يوم الخميس ثانى شوال وهذه هى السلطنة الثالثة.

[ذكر عود الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى السلطنة]

فلما تم أمره فى السلطنة أخلع على سائر الأمراء وهم الأمير سلار النائب على عادته وأخلع على الأمير قراسنقر المنصورى واستقر به نائب دمشق عوضا عن أقوش الأفرم، ورسم للأفرم بأن يقيم فى صرخد، واستقر بالأمير قفجق


(١) بياض فى الأصل.

<<  <   >  >>