للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذى ضرب شيخو فسأله السلطان وقال له هل أمرك أحد بذلك؟ فقال قطلوقجاه: لا والله ما أمرنى أحد بذلك، غير أنى قدمت له قصة بسبب إقطاع فأخرجه لشخص غيرى، ففعلت ذلك من قهرى منه. فعند ذلك رسم السلطان بتسميره فسمر على جمل وطافوا به البلد ثم وسطوه، واستمر شيخو ملازما للفراش من شهر شعبان إلى أواخر ذى القعدة، فمات فى يوم الجمعة سادس وعشرين ذى القعدة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة فكثر عليه الحزن والأسف، وكانت جنازته مشهودة ودفن فى خانقاته التى فى الصليبة بعد أن نزل السلطان، وصلى عليه واتفق أن المطر أمطرت فى ذلك اليوم مطرا خفيفا وكان فى الصيف فقيل فى المعنى:

بروحى من أبكى السماء لفقده … بغيث ظنناه نوال يمينه

وما استعبرت إلا أسى وتأسفا … وإلا فماذا القطر فى غير حينه

وكان شيخو من أجلّ الأمراء قدرا وله بر ومعروف وآثار كثيرة وهو صاحب الخانقاه والجامع اللذين فى الصليبة والحمامات والربوع، وهو الذى أنشأ الجامع الأخضر الذى عند فم الجور، وكانت عمارة الجامع والخانقاه فى سنة خمس وخمسين وسبعمائة وفى ذلك يقول الشيخ شهاب الدين بن أبى حجلة:

ومدرسة للعلم فيها مواطن … فشيخو بها فردو أثاره جمع

لئن بات فيها للقلوب مهابة … فواقفها ليث وأشياخها سبع

ثم إن شيخو قرر بالخانقاه حضورا من بعد العصر وقرر الشيخ أكمل الدين الحنفى شيخ الخانقاه واشترط فى كتاب الوقف نصف النظر مع من تكون رأس نوبة النوب وفيه يقول ابن أبى حجلة أيضا:

شيخ تقدم فى العلوم لأنه … إن عد أرباب الفضائل أول

ما قيل هذا كامل فى ذاته … إلا وقلت الشيخ عندى أكمل

[ثم دخلت سنة تسع وخمسون وسبعمائة]

فيها: تزايدت عظمة الأمير صرغتمش بعد شيخو وبقى أتابك العساكر وصار صاحب الحل والعقد وتضاعفت حرمته وانفرد بأمور المملكة، فأمر بضرب الفلوس الجدد فضرب كل فلس بدرهم بدرهمين وكل فلس زينة مثقال، وثقل ذلك على الناس وتضرر منه جماعة كثيرة

<<  <   >  >>