٢٧ - ذكر سلطنة الملك السلطان المنصور عز الدين أبو العز عبد العزيز بن الملك الظاهر برقوق بن آنص وقيل أنس العثمانى الجركسى (١)
وهو السابع والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الثالث من ملوك الجراكسة. تسلطن بعد خلع أخيه الناصر فرج فى يوم الاثنين سادس عشرين ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة بعهد من أبيه له، وتسلطن وهو لم يبلغ الحلم، وأمه أم ولد تركية الجنس تسمى قنقباى.
فلما اختفى الملك الناصر فرج وسلطنوا أخاه عبد العزيز فلبس خلعة السلطنة من دور الحرم وركب من باب البشارة إلى القصر الأبلق، والأمراء مشاة بين يديه وجلس على سرير الملك وباس له الأمراء الأرض ونودى باسمه فى القاهرة ولقب بالملك المنصور، ولكنه لم يتم أمره فى السلطنة ووقع الخلاف من الأمراء ولا سيما الأمير يشبك الشعبانى الدوادار فإنه كان فى دولة الملك الناصر فرج له كلمة نافذة وحرمة زائدة، فكان كما قيل فى المعنى:
ملك إذا قابلت بشر جبينه … فارقته والبشر فوق جبينى
واذ التمت يمينه وخرجت من … أبوابه لثم الملوك يمينى
وكان يتصرف فى أمور المملكة بحسبما يختار من ذلك، فصار غيره متكلما فى أمور المملكة، فالتفت لعود الملك الناصر فرج. فلما رأى ذلك المقر السعدى سعد الدين بن غراب اعلم الأمير يشبك الشعبانى بأن الملك الناصر عنده ففرح يشبك بذلك وأخذ فى أسباب ظهور الملك الناصر فرج.
فلما كان يوم الخميس ليلة الجمعة رابع جمادى الآخر من السنة المذكورة: ظهر الملك الناصر فرج من بيت سودون الحمزاوى فحضر إليه جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية لبسين آلة الحرب وصار الأمراء والعسكر فرقتين، فرقة مع الملك الناصر فرج
(١) انظر المزيد فى: بدائع الزهور ١/ ٣٤٩ - ٣٥١، الضوء اللامع ٤/ ٢١٧