باب الأسطبل وتوجه نحو القرافة فوقف هناك حتى رتب ما يطلبه بنفسه وصار يسوق من باب القرافة إلى الرملة ويعود عليه قرقل مخمل أحمر بغير أكمام وعلى رأسه شاش فخر، فى طلبه مائتا فرس.
فلما تكامل خروج الطلب خرج السلطان فى موكب عظيم وسائر الأمراء فى خدمته وكان ألقان أحمد بن أويس راكبا عن يمينه، فسار حتى وصل إلى المخيم بالريدانية ثم ترادفت أطلاب الأمراء بالخروج أولا بأول حتى انتهوا عن أخرهم. ولما نزل السلطان بالريدانية أخلع هناك على الناصرى محمد بن كلبك واستقر به وزيرا وأخلع على الصاحب سعد الدين ابن البقرى واستقر به ناظر الدولة. ثم إن السلطان جد فى السير حتى وصل إلى دمشق فى ثانى عشرين ربيع الآخر فنزل فى القصر الأبلق وحكم بين الناس، وأقام بدمشق أياما ثم قصد التوجه إلى حلب.
[ثم دخلت سنة سبع وتسعون وتسعمائة]
فيها: حضر إلى القاهرة مملوك محمود استادار العالية وأخبر بأن السلطان خرج من حلب فى مستهل المحرم وقد استقر بالأمير تغرى بردى بن يشبعا نائب حلب، واستقر بالأمير أرغون شاه الإبراهيمى نائب طرابلس، واستقر بالأمير آقبغا الجمالى نائب صفد وغير جماعة من النواب غيرها. وأما جان العدو المخذول فإنه لما بلغه مجئ السلطان رجع إلى بلاده.
فلما تحقق السلطان ذلك قصد التوجه إلى الديار المصرية ورجع ألقان أحمد بن أويس إلى بلاده ولم يقع بينه وبين تمرلنك قتال، ولم يعد تمرلنك من الرها ولا وصل إلى العراق هذه المرة.
ثم جاءت الأخبار: بأن السلطان دخل إلى دمشق وخرج منها ووصل إلى غزة ثم خرج من هناك إلى زيارة بيت المقدس والخليل ﵇.
فلما كان الثلاثاء ثالث عشر صفر وصل السلطان إلى الديار المصرية، وكان يوم دخوله إلى القاهرة يوما مشهودا وزينت له القاهرة وفرشت تحت رجل فرسه الشقق الحرير من قبة النصر إلى القلعة.
وفى هذه السنة: فى يوم السبت سادس شهر شوال الموافق لآخر (يوم من) أبيب من أشهر القبط: زاد الله فى النيل المبارك أربعين إصبعا وفى ثانى يوم وهو أول يوم من مسرى