للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عثمان. فلما رجع الأمير ماماى من عند ابن عثمان وتحقق أمر السلطان الصلح فأطلق الأمراء الأسرى الذين كانوا من جماعة ابن عثمان وأكساهم وأحسن إليهم وتوجهوا إليه وخمدت الفتن بينهما ولله الحمد.

وكان ذلك فى سنة تسع وتسعين وثمانمائة. وفى سنة ست وثمانين المقدم ذكرها ختن السلطان الأشرف قايتباى ولده المقر الناصرى محمد فزينت له القاهرة سبعة أيام حتى زينوا داخل الأسواق مثل سوق الشرب والوارقين والباسطية وسوق الفاضل وسوق الجواهر وغير ذلك من الأسواق، وكان العسكر غائبا فى التجريدة بسبب ابن عثمان فلما طاهر السلطان ولده لم يكن فى القاهرة من الأمراء سوى الأمير آقبردى الدوادار الكبير فركب ابن السلطان من قاعة البحرة إلى باب البشارة وكان الأمير آقبردى ماسكا لجام فرسه هو والمقر الشهاب ابن العينى وجماعة المباشرين كلها قدامه وقاضى القضاة الحنفى ناصر الدين بن الأخميمنى وجماعة من أعيان الناس ومن الخاصكية بساتين وقماش وبه من معه من أولاد الأعيان جماعة منهم سيدى عمر بن أمير المؤمنين عبد العزيز ومنهم ابن جمجمة بن عثمان ومنهم أولاد الجناب المعالى على ابن خاص بك وغيرهم وجماعة كبيرة من أولاد الأمراء وغيرهم، فأقام عماله بالقلعة سبعة أيام ودخل إلى السلطان تقادم كبيرة من المباشرين وأعيان الناس، وكان من جملة ما أهداها المقر الشهابى أحمد بن العينى طشت وابريق ذهب برسم الطهور لولد السلطان وأشياء كثيرة غير ذلك.

[ثم دخلت سنة سبع وتسعون وثمانمائة]

فيها: هجم الوباء بالديار المصرية وهو ثالث فصل، جاء فى أيامه فذهب فيه من المماليك والعبيد والجوارى والأطفال جانب كثير، وجاء الغلاء فى أيامه مرتين ووصل سعر القمح فيه إلى أربعة أشرفيات لكل أردب وصار أكثر الناس يأكلون الذرة وابيع كل بطة من الدقيق بأربعمائة وموجب ذلك أن النيل انخفض فى تلك السنة وهاف فيها الزرع ثم من بعد ذلك تراجع الأمر وانصلح الحال وابيع القمح فى أيامه كل اردب باثنى عشر نصفا وكل بطة من الدقيق بأربعة أنصاف وعم الدنيا وسائر البلاد وصار القمح مرميا ما يجد من يشتريه بهذا السعر ثم استمر الأمر على ذلك.

<<  <   >  >>