للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما ماتت دفنت بها وكان اسمها خوند بركة فلما ماتت حزن عليها السلطان حزنا شديدا وكان يحبها كثيرا ولا يخالفها فى شئ تقوله، وقد رثاها شهاب الدين الأعرج (١)

فى مستهل الشهر من ذى الحجة … كانت صبيحة موت أم الأشرف

فالله يرحمها ويعظم أجره … ويكون فى عاشورا موت اليوسفى

فكان الفال بالمنطق.

[وفى سنة خمس وسبعين وسبعمائة]

فيها: فى يوم الثلاثاء سادس المحرم وثب الأمير آلجاى اليوسفى على السلطان ولبس آلة الحرب هو ومماليكه، وسبب ذلك قيل حصل بينه وبين السلطان حظ نقس بسبب ميراث أم السلطان فحنق من ذلك وركب على السلطان. فلما ركب ذلك اليوم أمر السلطان المماليك باللبس والركوب، وكذلك الأمراء فباتوا فى تلك الليلة وهم لابسين آلة الحرب، فلما أصبحوا يوم الأربعاء اتقع الأمراء والمماليك مع آلجاى وقاتلوه أشد القتال فانكسر آلجاى وهرب إلى بركة الحبش، ثم طلع من وراء الجبل وخرج من عند قبة النصر، وأقام هناك ساعة، فأرسل السلطان له خلعة بأن يكون نائب حماه فقال آلجاى: أنا أروح بشرط أن يكون قماشى وبركى ومماليكى معى، فما أجابه السلطان إلى ذلك فبات تلك الليلة هناك هو ومماليكه وهم لابسين آلة الحرب فهرب من مماليكه فى تلك الليلة جماعة كبيرة.

فلما أصبح الصباح توجه إليه الأمراء والعسكر واتقعوا معه هناك فانكسر وهرب فساقوا خلفه إلى قليوب فأرمى نفسه بفرسه فى البحر فغرق هو وطلع الفرس ومسكوا جماعة من مماليكه، فلما بلغ السلطان أن آلجاى غرق حزن عليه، وأرسل إليه جماعة من الغطاسين فغاصوا عليه وطلعوا به إلى البر، وحملوه فى تابوت وأتوا به إلى القاهرة، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه، وكان ذلك فى يوم الجمعة، ثم دفنوه فى مدرسته التى عند سويقة العزى، ثم إن السلطان احتاط على موجوده ومماليكه. وكان أميرا مليا غنيا ذا شهامة وحرمة. ولما مات


(١) هو الحسن بن محمد بن الحسين الخراسانى نظام الدين المعروف بالأعرج، فاضل مفسر من أهل نيسابور سكن بقم، من كتبه ثلاثة تفاسير للقرآن الكريم و" تعبير التحرير "و" توضيح التذكرة النصيرية "فى الهيئة.
انظر المزيد فى: هداية العارفين ١/ ٣٨٢، الذريعة ٤/ ٢٠٦ و ٤٩٢.

<<  <   >  >>