للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: لما قلدنى الخليفة المتوكل (١) على الله ولاية مصر قال لى: يا عبد الله قد قلدتك أمر مصر، وهى سلة الخبز. وكان تولى أيام الرشيد على مصر مرتين فلا تهاون فى أمر الخراج. ثم أعيد السرى بن الحكم ثانيا على مصر فى سنة إحدى ومائتين.

ثم تولى من بعده محمد بن السرى (٢) فى سنة خمس ومائتين، ثم تولى من بعده


= بنيسابور سنة ٢٣٠ هـ ٨٤٤ م وقيل بمرو، وللمؤرخين إعجاب بأعماله وثناء عليه. قال ابن الأثير: كان عبد الله من أكثر الناس بذلا للمال، مع علم ومعرفة وتجربة، وللشعراء فيه مراث كثيرة. وقال ابن خلكان: كان عبد الله سيدا نبيلا عالى الهمة شهما، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه، وقال الذهبى. فى كتابه دول الإسلام: كان عبد الله من كبار الملوك. وقال الشايشى: كان المأمون تبناه ورباه.
انظر المزيد فى: ابن دقماق ٤/ ٦٥، المحبر ٣٧٦، الكامل ٧/ ٥، تاريخ الطبرى ١١/ ١٣، وفيات الأعيان ١/ ٢٦٠، تاريخ بغداد ٩/ ٤٨٣، الولاة والقضاة ١٨٠، الديارات ٨٦ - ٩١، التاج ٨/ ٢.
(١) هو جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد أبو الفضل خليفة عباسى ولد ببغداد سنة ٢٠٦ هـ/ ٨٢١ م وبويع بعد وفاة أخية الواثق سنة ٢٣٢ هـ وكان جوادا ممدحا محبا للعمران، من آثاره "المتوكلية" ببغداد، أنفق عليها أموالا كثيرة وسكنها. ولما استخلف كتب إلى أهل بغداد كتابا قرئ على المنبر بترك الجدل فى القرآن، وأن الذمة بريئة ممن يقول بخلقه أو غير خلقه، ونقل مقر الخلافة من بغداد إلى دمشق، فأقام بهذه شهرين، فلم يطب له مناخها، فعاد وأقام فى سامراء، إلى أن اغتيل فيها ليلا بإغراء ابنه "المنتصر" ولبعض الشعراء هجاء فى المتوكل لهدمه قبر الحسين وما حوله سنة ٢٣٦ هـ. وكثرت الزلازل فى أيامه، فعمر بعض ما خربت، وكان يلبس فى زمن الورد الثياب الحمر ويأمر بالفرش الأحمر، ولا يرى الورد إلا فى مجلسه وكان يقول: أنا ملك السلاطين والورد ملك الرياحين وكل منا أولى بصاحبه.
انظر المزيد فى: الدول الإسلامية ٢٠، تاريخ الخميس ٢/ ٣٣٧، تاريخ بغداد ٧/ ١٦٥، النبراس ٨٠ - ٨٥، ثمار القلوب ١٤٩، تاريخ اليعقوبى ٣/ ٢٠٨، الكامل ٧/ ١١ و ٢٩، تاريخ الطبرى ١١/ ٢٦ و ٦٢، مروج الذهب ٢/ ٢٨٨.
(٢) هو محمد بن السرى بن الحكم الضبى البلخى أبو نصر أحد أمراء مصر، وليها للمأمون بعد وفاة السرى سنة ٢٠٥ هـ، وكانت فتنة ابن الجروى مشتعلة فيها فأحسن السياسة وأحبته الرعية وعاجلته الوفاة شابا وهو على الإمارة سنة ٢٠٦ هـ/ ٨٢٢ م.
انظر المزيد فى الخطط ١/ ١٧٩، النجوم الزاهرة ٢/ ١٧٨.

<<  <   >  >>