للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى ابن عثمان كما تقدم ذكره فعند ذلك اضطربت الأحوال وثارت الفتن بعد ما كان قد سكن الأمر فى هذه المدة فعند ذلك برز أمر السلطان للجناب السيفى قنبك أحد الدوادارية بأن يسافر إلى أن يكشف الأخبار فسار فى ليلة الأحد فى العشرين من شهر رمضان فكان كما قيل فى الأمثال:

لا تغترر بالحفظ والسلامة … فإنما الحياة كالمدامة

والعمر مثل الكاس والدهر القدر … والصفو لابد له من الكدر

ولما كان يوم الجمعة ثانى شهر شوال: فيه توجه المقر السيفى طومان باى الدوادار الكبير إلى نحو بلاد الصعيد بسبب فساد العربان فى الوجه القبلى فنزل من القلعة فى موكب عظيم ومعه جميع الأمراء المقدمين فأوصلوه إلى البحر ورجعوا وسافر معه جماعة من الأمراء من معاونيه ومن المماليك السلطانية. وفى ذلك اليوم: توجه الأمير آقباى الطويل أحد الأمراء الأربعين ناظر الجوالى إلى البلاد الشامية بسبب المقر السيفى قصروه نائب الشام لكى يمشى بينه وبين السلطان فى أمر الصلح، على أنه تسلم قلعة الشام إلى من تستقر به السلطان وكان هذا سبب إظهار عصيان الشام يقول: أنا أكون واضع اليد على قلعة الشام كما كان الأمير كرتباى الأحمر نائب الشام، والسلطان يقول: لا أنا أولى بها من اختار.

فهذا كان سبب الفتنة بين السلطان وبين نائب الشام.

ومن الحوادث: أنه فى يوم عيد الفطر صلى السلطان صلاة العيد وخرج من الجامع فى موكب عظيم إلى أن دخل الحوش السلطانى والأمراء مشاة بين يديه، وكان قدامه ثمان طوايل الخيل بأربعة وستين فرسا من الخيول الملونة وهى سروج ذهب وكنابيش ذهب وكان السلطان راكبا على فرس ثور أبيض شديد البياض وهى منعول بانعال من الفضة والخيط الذى فى عنق الفرس أبيض واللجام كفت فضة ببيضه بدوال سير أبيض منقوش والدبوس فضة بيضة كعب واللنب أبيض والمتتر حرير أبيض والأمارين حرير أبيض وعليه كشوش حرير أبيض مزركش بفضة بيضة والغاشية حرير أبيض. وكان السلطان فى ذلك اليوم قلع الصوف ولبس الأبيض وصلى صلاة العيد وعليه فوقانى بعلبكى أبيض بطرز فضة يسير أبيض وتحته مقعد أبيض وفطر ذلك اليوم على لبن، فلما بلغ بعض اللطفان ذلك فقال:

<<  <   >  >>