قد غادر الأمراء جور زمانهم … فالحكم للرحمن قيما قدرا
يا رب فاجعل قبرهم فى روضة … واجعل برحمتك الجنان لهم قرا
ولما كان يوم الخميس حادى عشر شهر شعبان: توجه الأمير قانصوه الخازندار أحد الأمراء الأربعين أرسله السلطان إلى ابن عثمان ملك الروم وصحبته هدايا وتقادم عظيمة إلى ابن عثمان لتسع المودة بينهما. ولما كان يوم السبت ثالث عشر شعبان فيه: توفى ولد السلطان المقدم ذكره فكانت مدة حياته إلى أن مات أربعة أشهر وثلاثة عشر يوما. فكان كما قال بعضهم فى المعنى:
بدا وفى حاله توارى … فيالها طلعة شريفة
جوهرة ما عملت إلا … دموع عينى لها عقيقة
وفى أواخر هذا الشهر: توفى القاضى شهاب الدين بن الصيرفى وكان من أعيان النواب الشافعية، ولما كان يوم الثلاثاء وهو مستهل شهر رمضان منه أخلع على المقر السيفى قرقماس رأس نوبة النواب واستقر نائب حلب عوضا عن الأمير دولات باى بتاخ وترك القلعة فى موكب عظيم. وفى سادس شهر رمضان فيه: أن أعرض السلطان المحابيس الذين فى الجيوش حتى النساء اللائى فى الحجرة وصالح عنهم أرباب الديوان وربما ضاع على الناس حقوقهم فأطلق نحو من مائتين إنسان من أصحاب الجرائم وغير ذلك فكان كما قال القائل فى المعنى.
رام نفعا فضر من غير قصد … ومن البر ما يكون عقوقا
ولما كان يوم الاثنين رابع عشر شهر رمضان فيه: خرجت التجريدة التى كان السلطان عينها إلى الكرك قبل تاريخه بسبب فساد العربان الذين قطعوا الطريق على الحجاج كما تقدم ذكره. وكان باش العسكر الأمير سيباى نائب سيس أحد الأمراء المقدمين وصحبته جماعة من الأمراء العشروات والمماليك السلطانية فخرجوا فى تحمل زائد، وطلب عظيم ونزل الموكب صحبة الأمير سيباى من القلعة، ولما كان يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان فيه جاءت الأخبار من دمشق بأن نائب الشام المقر السيفى قصروه قد خرج على الطاعة وأظهر العصيان وأنه عوق عنده الأمير قانصوه الخازندار الذى كان السلطان أرسله