للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشر جمادى الأخر فيه توجه الأمير طومان باى الدوادار إلى نحو البلاد الشرقية والغربية بسبب إصلاح البلاد فأحاط على خيول العربان جميعها ولم يترك بالشرقية والغربية فرسا فأقام فى سرجته هذه إلى مستهل شهر شعبان فدخل إلى القاهرة فى موكب عظيم وطلع إلى القلعة ولبس خلعة سنية ونزل إلى بيته.

ولما كان يوم الثلاثاء حادى عشر رجب: قبض السلطان على القاضى بدر الدين ابن مزهر كاتب السر وأقام فى البرنسيم ثم استقر بأخيه القاضى جمال الدين عوضا عنه. وفى يوم السبت خامس عشر رجب نزل جهاز خوند أم الناصر محمد من القلعة وشق من القاهرة وتوجه إلى بيت الأتابكى جان بلاط بالأزبكية وكان له يوم مشهود فى القاهرة وأقام الجهاز تنسحب من ضحوة النهار إلى بعد الظهر وكان عدة الحمالين به أربعمائة فقص حمال ومن البغال مائتا بغل وقد اشتمل على أشياء كبيرة عربية من الأنواع وعن الملوك فلا تسأل وفى يوم الأربعاء تاسع عشر رجب نزلت خوند أم الملك الناصر أخت الملك الظاهر قانصوه من القلعة إلى الأزبكية فى موكب عظيم وهى فى محفة زركش وكان قدامها جماعة من رءوس النواب ومن الخدام وهم بساتين وقماش ومشى قدامها الزمام وجماعة من المباشرين وهم القاضى كمال الدين كاتب السر والقاضى زين الدين عبد القادر القصروى ناظر الجيش والقاضى صلاح الدين بن الجيعان نائب كاتب السر وجماعة كثيرة من المباشرين والأعيان مشاة، فلما وصلت إلى بيت الأتابكى جان بلاط الأزبكية فرشت الشقق الحرير من باب البيت إلى أن نزلت دور الحرم وأقام المهم عمال سبعة أيام، فكان كما قيل:

إذا هبت رياحك فاغتنمها … فإن لكل جامعة سلون

ولما كان يوم السبت سادس شهر شعبان من السنة المذكورة: حضر سيف الأمير تانى بك قرا واشيعت الأخبار بأنه مات خنقا وهو بالقدس الشريف ودفن هناك وذلك فى يوم السبت ثامن عشرين شهر رجب، وكان أميرا دينا خيرا وافر العقل مشهورا بالفروسية، وأصله من مماليك الأشرف أينال فتأسفت عليه الناس، ومما رثيته به وهو قولى:

* يأتى بك المدعو فى الأمراء قراه … للنسخ بالعلم المقدر ما قراه (١)

قد كنت أحذر من وقوع حمامه … والآن دمعى كالدماء وقد جرى


(١) لم يرد هذا البيت فى المصادر والمراجع

<<  <   >  >>