للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا حول مدرسة السلطان حسن والبيوت التى كانت حول السور وسبيل المؤمنى فعند ذلك هرب الأمراء الذين كانوا فى مدرسة السلطان حسن من عصبة الأمير آقبردى وكان بها من الأمراء المقدمين ستة.

فلما دخل المماليك إلى مدرسة السلطان حسن نهبوا كل ما كان فيها من قماش الأمراء وقتلوا هناك الأمير كرتباى أمير أخور كبير وهرب بقية الأمراء الذين كانوا هناك. فلما بلغ الأمير آقبردى ذلك وقد طلع النهار فتوجه إلى بيته الذى فى حدرة البقر وانحدر ردخانته ومماليكه وكان الأتابكى تمراز مقيما عنده من أول هذه الوقعة فأرسل خلفه فأبطأ عليه فمضى الأمير آقبردى ولم يأخذ معه الأتابكى تمراز فخرج معه من الأمراء المقدمين الأمير تانى بك قرا والأمير آقباى نائب غزة والأمير جانم مصبغة والأمير كرتباى أخو الأمير آقبردى والأمير قنبك وبقية الأمراء وممن كان معه من الأمراء العشروات والمماليك السلطانية وغير ذلك فخرج الأمير آقبردى فى عسكر عظيم نحو من ألفين مملوك من مماليك السلطان ومماليك الأمراء وخرج من بين الدروب التى عند حمام الفارقانى ومعه "طبلين" وزمرين إلى أن خرج من عند المدرسة الصرغتمشية فطلع من على قناطر السباع ومضى إلى بولاق وخرج من على جزيرة الفيل وخرج إلى الفضاء وتوجه للبلاد الشرقية وكان ذلك فى صبيحة يوم السبت سابع عشرين ذى الحجة من سنة اثنتين وتسعمائة وهذه ثالث كسرة وقعت للأمير آقبردى الدوادار بالديار المصرية كما قيل فى المعنى:

وقايله إلى دهمتك الهموم … وأمرك ممتثل فى الأمم

فقلت ذريتى على غصتى … فان الهموم بقدر الهمم

وكان مبتدأ هذه الفتنة من حين عدى الأمير آقبردى من بر الجيزة وأتى إلى طرا فى يوم الجمعة سابع عشرين ذى القعدة ودخل إلى المدينة فى يوم السبت ثامن عشرين ذى القعدة واستمرت الحرب ثائرة بينهم إلى حين انكسر الأمير آقبردى فى يوم السبت سابع عشرين ذى الحجة من سنة اثنتين وتسعمائة فكانت مدة هذه الفتنة من المبتدأ إلى المنتهى واحد وثلاثين يوما هذا ما كان من أمر الأمير آقبردى. وأما ما كان من أمر الأتابكى تمراز الشمسى بعد كسرة الأمير آقبردى فإنه أقام فى بيت الأمير آقبردى إلى حين أشرقت الشمس وهو يشك فى أمر الكسرة فلبس قماشه وركب فرسه وخرج إلى أن وصل إلى بيت الأمير تانى بك قرا فجاء إليه جماعة من المماليك الأجلاب ومسكوا لجام فرسه ودخلوا به إلى بيت الأمير

<<  <   >  >>