للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تانى بك قرا ثم أخرجوه وأتوا به رأس الصليبة عند السكاكينى فجاء إليه جماعة من المماليك فطعنوه بالرماح إلى أن وقع من على فرسه فقبض عليه بعض المماليك وطلعوا به على دكان فى رأس الصليبة وقطعوا رأسه هناك وأخذوه فى فوطة وطلعوا به إلى القلعة وأقامت جثته رمية على الدكان فأحضروا له تابوتا وأخذوا فيه جثته ومضوا بها إلى مكان عند بيت الأمير تغرى بردى الاستادار ثم أحضروا جثة الأمير كرتباى أمير أخور كبير الذى قتل فى مدرسة السلطان حسن فغسلوهما هناك. ثم إن السلطان أرسل رأس الأتابكى تمراز ومعه ثلاثون دينارا وثوبان بعلبكى فخيطوا رأس الأتابكى تمراز على جثته وكفنوهما وأخرجوهما ومضوا بهما إلى تربة الملك الأشرف قايتباى بعد أن صلوا عليهما فدفنوا الأتابكى تمراز على السلطان قايتباى ودفنوا الأمير كرتباى على الأمير جانم قرابة السلطان قايتباى وفى ذلك أقول مع التضمين فى معنى ذلك مرثية:

أرغمت يا دهر أنوف الورى … بقتل تمراز ويتم العباد

أتابك العسكر ذا رأفة … بالجود قد شاع لأقصى البلاد

أخطأت يا قاتله كيف قد … قتلت من يقمع أهل العناد

مصيبة جلت فمن أجلها … قد أطلقت فى كل قلب زناد

لكن فى قتله أسوة … إلى الحسين بن على الجواد

مذ أودعوه الرمس ما أنصفوا … بل كان يحيى فى صميم الفؤاد

فالله يأجره على ما جرى … من قتله بالعفو يوم المعاد

وأما ما كان من أمر المماليك الأجلاب فى يوم السبت المذكور بعد قتل الأتابكى تمراز فحصل للناس منهم غاية الأذى فنهبوا بيوت الأمراء الذين ركبوا مع الأمير آقبردى ونهبوا مدرسة السلطان حسن وأخذوا بسطها وأخذوا رخام المدفن الذى بها وأخذوا الشبابيك النحاس وصاروا ينهبون الحارات وبيوت الناس الذين قبالهم ونهبوا حارة زويلة بسبب أن بها حاصل للأمير آقبردى فأخرجوا من هناك من الأموال ما لا تحصى لكثرته ثم صاروا ونهبوا حتى الربع الذى يسكن فيها العوام وصاروا كل من ظفروا به يقتلونه ممن كانوا من حاشية الأمير آقبردى فقتلوا المعلم دمنيكوا الذى سبك المكحلة للأمير آقبردى فقطعوا رأسه ثم علقوه على باب السلسلة وأقام المماليك على القتل والنهب يومين لم يجدوا من يزجرهم عن ذلك وقد وقع منهم فى حق الناس ما لا وقع من غيرهم من المماليك السلطانية الذين

<<  <   >  >>