للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمشعل ورماه بالنشاب، واستمرت الفتن قائمة فى الشرقية والغربية وكانت تلك الأيام أشد أيام ثم إن السلطان أرسل الأمير أبا يزيد الصغير إلى الأمير آقبردى لما توجه إلى الصعيد ومعه فرس بسرج ذهب وكنبوش وخلعه إلى الأمير آقبردى بأن يكون على عادته فى وظائفه، فعظم أمر الأمير آقبردى فى بلاد الصعيد والتف عليه جماعة كثيرة من العربان، ثم إن السلطان صار فى قلق من أمر الذين كانوا ركبوا مع الأتابكى قانصوه خمسمائة، فلما انكسر اختفوا فى القاهرة وهم: الأمير كرتباى الأحمر والأمير جان بلاط الدوادار والأمير فنت الرحبى والأمير قرقماس وغير ذلك من الأمراء المقدمين والعشروات فأرسل السلطان إلى الأمير آقبردى لسحبه فى الحضور إلى القاهرة. فلما كان أواخر ذى القعدة من السنة المذكورة وصل الأمير آقبردى إلى بر الجيزة فخرج إليه الناس قاطبة من الأمراء والعسكر إلى ملتقاه وهو فى بر الجيزة، ولم يخرج إليه الأمير قانصوه خال السلطان فقوى عليه الأتابكى تمراز وبقية الأمراء فخرج وتوجه على أنه يعدى إلى بر الجيزة فمنعه خشداشته من أن يعدى إلى الأمير آقبردى وقالوا له متى أن رحت إليه قتلك، فعند ذلك رجع الأمير قانصوه من أثناء الطريق. فلما بلغ الأمير آقبردى ذلك عدى من بر الجيزة إلى نحو طرا وأرسل خلف الأتابكى تمراز والأمير تانى بك قرا أمير مجلس وبقية الأمراء ممن كان من عصبته فتوجهوا إليه واجتمع عنده من العسكر ما لا يحصى لكثرته فأقام هناك يومين ثم زحف حتى وصل إلى القرافة الكبرى، فنزل إليه بعض مماليك من القلعة فاتقعوا معه عند باب الزغلة، فقتل من المماليك اثنان وتجرح بعض غلمان وقتل بعض جماعة من المتفرجين وكان الأمير آقبردى أحضر معه من العربان جماعة كثيرة فصاروا لعرقلة الناس فى باب الزغله واذوا جماعة كثيرة من المتفرجين، ثم إن الأمير قانصوه خال السلطان شاد السربخاناه الشريفة طلع إلى القلعة وحصنها بالمدافع والرماه.

فلما كان يوم السبت ثامن عشرين ذى القعدة من السنة المذكورة. دخل الأمير آقبردى الدوادار إلى القاهرة ومعه الأتابكى تمراز والأمير تانى بك قرا وكان يوم دخول الأمير آقبردى يوما عبوسا قمطريرا فدخل من على المشهد الفنيسى وشق من الصليبة وتوجه إلى سكنه فى البيت الكبير الذى عند حدرة البقر فأقام هناك ودخل معه بذلك العربان الذين جمعهم فدخلوا وفى أيديهم رماح طوال وانفقد لهم عنار فى الشوارع والأسواق. فلما بلغ الأمير قانصوه خال السلطان بأن الأمير آقبردى دخل معه جماعة من العربان أرسل الآخر أحضر عربان بنى حرام، فصار مع آقبردى فريق من العربان ومع خال السلطان فريق من العربان

<<  <   >  >>