للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا أسروا فى هذه الوقعة وهم الأمير قانصوه الألفى والأمير كسباى المحتسب والأمير يشبك قمر فأرسل إليه السلطان مراسيم يقتلهم فقتلوا هناك وقتل معهم جماعة من الأمراء والعشروات وصار العسكر ضدين ولعب فيهم السيف كما قيل فى المعنى.

ومثلما تعمل شاه الحماه … فى مرض يعمل فى جلدها

ولما كان يوم الأحد رابع عشر رجب من السنة المذكورة: دخل الأمير آقبردى إلى القاهرة فزينت له وكان يوم دخوله إليها يوما مشهودا ودخل بطلب عظيم وكان معه الأمير أينال باى نائب طرابلس والأمير آقباى نائب غزة وشيخ العرب ابن نيعه فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان وعلى من معه من النواب ونزل إلى بيته فلما كان يوم الخميس أخلع السلطان على الأمير آقبردى واستقر أمير سلاح دوادارا كبيرا ووزيرا واستادارا كما كان الأمير يشبك من مهدى وأخلع على الأمير آقباى نائب غزة واستقر رأس نوبة النواب، وأما الأمير أينال باى أقام مدة ورجع إلى طرابلس على عادته، واستمر الأمر على ذلك مدة يسيرة.

فلما كان يوم السبت رابع شهر رمضان من السنة المذكورة ثارت الفتنة بين المماليك الأجلاب وبين الأمير آقبردى ولبسوا آلة الحرب واتقعوا ذلك اليوم فانكسر الأمير آقبردى وهرب تحت الليل هو والأمير آقباى نائب غزة واختفى من ركب معهما من الأمراء والعسكر. ثم جاءت الأخبار بأن الأمير آقبردى توجه إلى نحو بلاد الصعيد هو ومن معه من عصبيته فأقام هناك ولما حضر الأمير آقبردى إلى القاهرة، وكان يظن أن الوقت قد صفا له بعد قتله (١) فأولا الأمراء فجاء الأمر بخلاف ذلك وجاءه ما أفاد وقد ذهب فى هذه المرة المقر السيفى قانصوه خال السلطان الملك الناصر محمد بن الأشرف قايتباى واستقر أمير أربعين ساد السربخاه الشريفة وصار صاحب الحل والعقد بالديار المصرية واجتمعت فيه الكلمة وقلب الناس على الأمير آقبردى بواسطة ما تقدم منه فى حق الناس فى أيام الأشرف قايتباى والتف على الأمير قانصوه خال السلطان بمن كان من عصبة الأتابكى قانصوه خمسمائة وصار العسكر عرضين جماعة مع الأمير آقبردى وجماعة مع خال السلطان حتى العرب فى البلاد صاروا عرضين واضطربت أحوال الديار المصرية فى هذه الأيام صارت المياسر دائرة فى الليل تهجم على الأسواق وتفتح الدكاكين ففعلوا ذلك فى سوق مرجوش وسوق جامع طولون وسوق تحت الربع وغير ذلك من الأسواق والأماكن وصاروا يدورون معهم


(١) بيض فى الأصل.

<<  <   >  >>