للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين اختلاف الليل والصبح معرك … يكر علينا جيشه بالعجائب

ثم نزل المماليك الأجلاب على من بباب السلسلة من القضاة والخليفة فنهبوا كل ما كان عندهم وما سلموا من القتل إلا سلامه، وهذه النصرة قط ما وقعت لأحد من أبناء الملوك قبله أن يملكوا منهم باب السلسلة ويخرجوا منه على أقبح وجه وكان هذا الأمر من غرائب صنع الله تعالى كما قيل.

الأساس من فرج ولطف … وقوة تظهر بعد ضعف

فلما كان يوم السبت مستهل جمادى الآخر من سنة اثنتين وتسعمائة طلع الخليفة والقضاة الأربعة حيوا السلطان بالشهر وبهذه النصرة التى حصلت له فقال السلطان:

فرشد فى ذلك اليوم بحضرة الخليفة والقضاة الأربعة ولما انكسر الأتابكى قانصوه خمسمائة واختفى الأمراء وأقامت القاهرة نحو أربع عشرة ليلة لم يدق فيها طبلخاناه على باب أمير، وكان عدة من ركب مع الأتابكى قانصوه من الأمراء المقدمين ثلاثة عشر أميرا غير الأمراء الأربعينات والعشروات، ثم جاءت الأخبار من ثغر الإسكندرية بأن الأمير قانصوه الشامى توجه إلى ثغر الإسكندرية هو ومصر باى الوالى ليقتلا الأتابكى تمراز الشمسى والأمير تانى بك قرا وكانا فى السجن فتكاثر العربان على الأمير قانصوه الشامى ومصرباى فمسكوا قانصوه وسجن بثغر الإسكندرية وأما مصر باى فقتل هناك فى المعركة وقطعت رأسه. وأما قانصوه الشامى فأقام فى السجن مدة يسيرة وأرسل السلطان بقتله فقتل وهو بالسجن فكان كما قال القائل:

وكم طالب يسعى لشئ … وفيه هلاكه لو كان يدرى

ثم إن السلطان أمر بالإفراج عن الأتابكى تمراز الشمسى والأمير تانى بك قرا فدخلا القاهرة وكان بهما يوما مشهودا، فأخلع على الأتابكى تمراز واستقر أميرا كبيرا كما كان وأخلع على الأمير تانى بك قرا واستقر أمير مجلس عوضا عن الأمير أزبك اليوسفى، واستمر الأمير أزبك اليوسفى بطالا فى بيته واستمر الأتابكى قانصوه خمسمائة مختفيا هو وجماعة كثيرة من الأمراء والأمر يتزايد فى الاضطراب والأحوال غير صالحة، ثم إن السلطان رسم للأتابكى تمراز بأن يقيم فى الجامع الذى بالحوش السلطانى هو والأمير تانى بك قرا خوفا عليهما من القتل من المماليك فأقاما هناك مدة.

<<  <   >  >>