للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمير أخور كبير والأمير جانم مصبغة والأمير أينال الخسيف حاجب الحجاب والأمير قانم قريب السلطان وغيرهم من الأمراء. فلما ظهروا وطلعوا إلى القلعة فأخلع عليهم ونزلوا إلى بيوتهم. فلما كان بعد العصر من ذلك اليوم أرسل الأتابكى قانصوه خمسمائة خلف الأمراء الذين ظهروا على أنه عد لهم مدة فى بيته الذى فى قناطر السباع، فتوجه إليه الأمير شادى بك والأمير أينال الخسيف والأمير قانم وتعوق الأمير جانم مصبغة ولم يتوجه معهم. فلما حضروا إلى بيت الأتابكى قانصوه خمسمائة أقاموا عنده إلى ثلث الليل فكان آخر العهد بهم. فلما كان يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء من عشرين جمادى الأول سنة اثنتين وتسعمائة ركب الأتابكى قانصوه خمسمائة على الملك الناصر محمد وركب معه سائر الأمراء المقدمين والعشروات وسائر العسكر قاطبة، فلما ركب فى ليلة الأربعاء طلع إلى باب السلسلة فملكها وكان الأمير قانصوه الألفى أمير أخور كبير وهو من حشداشين الأتابكى قانصوه خمسمائة، فلما أصبح يوم الأربعاء وقد ملك باب السلسلة والأسطبل السلطانى أرسل خليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله عبد العزيز والقضاة الأربعة وكان عنده سائر الأمراء فتسلطن وباس له الأمراء الأرض وتلقب بالملك الأشرف ونودى باسمه فى القاهرة غير أنه لم يبايعه الخليفة ولا لبس خلعة السلطنة ولا جلس على سرير الملك ولم يكتب له تقليد من أمير المؤمنين، ثم إنه أرسل إلى الملك الناصر محمد يطلب منه النمجاه والترس وأمره أن يدخل إلى قاعة البحرة ولم يكن عند الملك الناصر من الأمراء سوى بعض مماليك أبيه الذى صاروا من خرجة يسمونها الناصرية وكان عنده خاله الأمير قانصوه فتعصبوا له ولم يمنعوه من الدخول إلى البحرة وفتحوا باب الزردخاناه ولبسوا له آلة الحرب وركبوا المكاحل فى القلعة وحاربوا الأتابكى قانصوه خمسمائة فأقاموا على ذلك من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة بعد الصلاة وهم يحاصرونه ويرمون عليه بالنشاب والكفيات حتى أجبروه وأخرجوه من باب السلسلة هو ومن معه من الأمراء فوقف عند سيل المؤمنى ساعة فصاروا يرمون عليه من السوة وملكوا منه باب السلسلة فوقف ساعة فما يشعر إلا وقد جاءه سهم فى رأسه وقيل كتفه فسقط عن ظهر فرسه وقد غشى عليه فحمله الغلمان على أكتافهم ونزلوا به من الصليبة، وقيل إنه فى أثناء الطريق أركبوه على حمار وهو مغمى عليه إلى أن اختفى ثم انهزم ذلك الجمع وولوا الدبر وسلموا أجمعين فكان كما قيل.

ولا تحتقر كيد الصغير فربما … تموت الأفاعى من سموم العقارب

<<  <   >  >>